افتتاحية صحيفة “الخليج”
الشرق اليوم – يقول المثل الصيني: «إن رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة صغيرة واحدة»، لكن رحلة الإمارات مع الصين قطعت آلاف الأميال، وتحولت إلى مسيرة متواصلة من التعاون الخلاّق، والعلاقات الاستراتيجية التي صارت نموذجاً للعلاقات بين الدول تقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة والتفاهم حول مختلف القضايا العالمية بغية إرساء دائم للأمن والسلام والرخاء والتنمية والعدالة.
من هنا، فإن زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة إلى الصين تلبية لدعوة من الرئيس الصيني شي جين بينغ، ليست زيارة تتعلق بافتتاح «دورة بكين للألعاب الأولمبية الشتوية 2022» فحسب، بل تأخذ أبعاداً أكثر من ذلك بكثير، لأن العلاقات بين البلدين ليست عادية، إنما هي تعكس علاقات متجذرة تمتد لأربعة عقود، أرساها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بعد يومين فقط من قيام دولة الاتحاد، في الثاني من ديسمبر (كانون الأول) 1971، عندما بعث ببرقية إلى رئيس وزراء الصين، رئيس مجلس الدولة آنذاك شو آن لاي، ثم تبادل العلاقات الدبلوماسية عام 1984، وتوّجها بزيارة بكين في شهر مايو (أيار) 1990.
إن قيادتنا الرشيدة التي تسير على نهج الشيخ زايد، أدركت أيضاً، أهمية العلاقة مع دولة بحجم الصين بدأت تشق طريقها بقوة في معارج التقدم الاقتصادي والعلمي والثقافي وتنافس على قيادة النظام الدولي، فأقامت أوثق العلاقات معها في مختلف المجالات، وصارت الصين شريكاً استراتيجياً موثوقاً في الاقتصاد والتجارة والثقافة، وفي السياسة أيضاً، حيث يلتقيان معاً في بناء عالم من التعاون والسلام والتسامح، وفي رفض العنف والتطرف والإرهاب. ومن هنا كان موقف الصين الأخير في إدانة ما تعرضت له الإمارات جراء الإرهاب الحوثي باعتباره يهدد الأمن والسلام في المنطقة والعالم.
إن زيارة الشيخ محمد بن زايد إلى الصين، وهي الثانية له منذ يوليو (تموز) 2019 ، تمثل مرحلة جديدة من العلاقات في إطار المسيرة الطويلة.