الشرق اليوم- أخبر الطبيب المعالج للمريض، دوغ أولسون: إنه “لم يتمكن من إيجاد خلية سرطانية واحدة في جسده”، وذلك بعد أسابيع من تلقي علاج تجريبي بالسرطان، ما جعل أولسون يشعر بالمفاجأة.
وبعد عشر أعوام من هذا الخبر، لا يزال دوغ “منيعا” أمام السرطان، بعد تلقيه علاجا يحول عمليا خلايا المناعة البشرية، المعروفة بالخلايا التائية، إلى “صيادات” للخلايا السرطانية.
ويقول الموقع إن أولسون كان من أوائل متلقي العلاج المسمى بـCAR-T بعد إصابته بسرطان الدم اللمفاوي المزمن، ووقتها أمل الأطباء بأن تبقى الخلايا التائية المعدلة وراثيا حية لمدة شهر في جسمه، بما يكفي لتخليصه من خلايا السرطان.
لكن بعد هذه السنوات، أثبتت الفحوصات أن الخلايا في جسم أولسون لا تزال تعمل.
ويعتبر الأطباء هذا دليلا كافيا على أن هذه الخلايا “تمثل علاجا للسرطان”.
تتضمن طريقة CAR-T إزالة خلايا مناعية تسمى الخلايا التائية من شخص مصاب بالسرطان، وتغييرها وراثيا بحيث تنتج بروتينات تتعرف على الخلايا السرطانية. ثم يتم إعادة دمج الخلايا في الشخص، على أمل أن تبحث الخلايا الجديدة عن الأورام وتدمرها.
وفي السنوات التي تلت علاج أولسون، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية على خمس علاجات للخلايا CAR-T لعلاج سرطان الدم والأورام اللمفاوية والأورام النخاعية.
وتشير تقديرات نشرت في يونيو إلى أن عشرات الآلاف من الأشخاص تلقوا العلاج بالخلايا المضادة من نوع CAR-T.
ولكن العلاج مكلف ومحفوف بالمخاطر وصعب من الناحية الفنية، كما أنه يبقى الملاذ الأخير، لاستخدامه عندما تفشل جميع العلاجات الأخرى.
وعلى الرغم من نجاح العلاج بالنسبة إلى أولسون، لا يعاني الجميع من تعاف دائم من السرطان.
وفي البداية، فقط حوالي 25-35% من متلقي خلايا CAR-T المصابين بسرطان الدم الليمفاوي المزمن تعافوا بشكل كامل من السرطان، ومع التطور، زادت هذه النسبة المئوية على مر السنين، ولكن بعض هذه النجاحات الأولية لا تزال تؤدي إلى الانتكاس.
ولا يزال العلاج بحاجة إلى التطوير بشكل كبير، كما يقول الموقع الذي ينقل عن الطبيبة، نيرالي شاه، أخصائية أمراض الدم لدى الأطفال في المعهد الوطني الأميركي للسرطان في ولاية ماريلاند قولها إن “التأثير المحتمل للعلاج هائل”.
وتضيف “يبقى أن نرى مدى ترجمة النتائج التي توصل إليها هذان الشخصان المصابان بسرطان الدم الليمفاوي المزمن لدى آخرين مصابين بأمراض أخرى”.
وتبذل الجهود حاليا لاستخدام نهج خلايا CAR-T لعلاج الأورام الصلبة، مثل أورام البروستاتا والورم الأرومي الدبقي المدمر للدماغ.
وفي يناير، أفاد باحثون عن نجاح في استخدام الخلايا لتدمير ندب في القلب، وهو نهج يمكن استخدامه في يوم من الأيام لعلاج التليف القلبي من النوع الثاني.
وفي السنوات التي تلت علاجه، عاد أولسون إلى حياته المهنية في التشخيص الطبي، والتزم بالبقاء بصحة جيدة، في نهاية المطاف، قرر أن يعلن عن قصة شفائه، وأن يعمل كمرشد للأشخاص الآخرين المصابين بالسرطان.
وهو يحاول أن يعطي الأمل للآخرين بالقول “إذا لم يكن هناك علاج لسرطانك اليوم، فهناك فرصة معقولة أنه قريبا، سيكون هناك علاج”.