الشرق اليوم- إن القدرات العسكرية للمملكة العربية السعودية تطورت بشكل هائل مقارنة بإيران، وإنها قد تجبر الأخيرة على الرد.
ويشير التقرير إلى المساعدة الصينية الأخيرة للمملكة في تطوير برنامجها للصواريخ الباليسية، ما قالت إنه “يمثل نقطة انعطاف لا لبس فيها” ليس فقط من منظور المساعدة العسكرية الصينية للمملكة، ولكن من ناحية سباق التسلح في الشرق الأوسط.
ومن المؤكد أن إيران تدرك أن هذا التطور العسكري السعودي يمثل “تداعيات وخيمة محتملة على وضعها الدفاعي، من المرجح أن ترد طهران على ذلك”.
ويلفت التقرير إلى الإنفاق العسكري الكبير للمملكة على الأسلحة، والتي تستوردها بشكل رئيسي من الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة، مما جعلها أكبر مستورد للأسلحة في جميع أنحاء العالم.
وفي الفترة بين عامي 2016 و2020، بلغت حصة المملكة من واردات الأسلحة العالمية 11 في المئة مقارنة بـ0.3 في المئة فقط لإيران بين عامي 2015 و2020.
وفي تلك الفترة، بلغ الإنفاق العسكري السنوي للمملكة ما بين أربعة و ثماني مرات ما أنفقته إيران.
لكن ليس حجم الترسانة العسكرية السعودية فقط “هو ما يقزم إيران”، فمن ناحية الجودة أيضا، يتفوق سلاح الجو السعودي على إيران، التي أصبحت خياراتها لحماية مجالها الجوي مقيدة بشدة بسبب العقوبات في المقام الأول “ولا تحلم حتى بالحصول على الطائرات الأمريكية والأوروبية وأنظمة الدفاع الجوي المتقدمة التي أغرقت السعودية”.
كما جعلت العقوبات من الصعب للغاية على إيران استيراد أو إنتاج قطع الغيار التي تحتاجها للحفاظ على أسطولها القديم من الطائرات العسكرية.
وبينما تكافح إيران لإبقاء أسطولها من الطائرات، تمكنت السعودية بين عامي 2016 و2020 من العمل بثبات على تعزيز قدراتها الهجومية بعيدة المدى بإدخال 91 طائرة مقاتلة من الولايات المتحدة، و15 من المملكة المتحدة إلى سلاحها الجوي، فضلا عن شراء أنظمة دفاع جوي مضادة للصواريخ الباليستية.
ويقول أنتوني كوردسمان، وهو محلل عسكري بارز ولديه اتصالات بالقيادة السعودية: إن “التوازن الجوي في المنطقة يميل بشكل كبير إلى الولايات المتحدة والدول العربية في الخليج العربي”، التي تتمتع” بميزة حاسمة في جودة وكمية الصواريخ”.
ويشير كوردسمان إلى القيود الكبيرة التي تمنع إيران من تحديث قواتها البرية والبحرية و”نقاط الضعف الرئيسية التي تفسير تركيز إيران على القوات الصاروخية بسبب افتقارها إلى القوة الجوية الحديثة وصواريخ أرض-جو”، و”لم تتمكن إيران من الحصول على واردات كبيرة من المقاتلات الحديثة من الولايات المتحدة وأوروبا منذ سقوط الشاه، وبينما سعت إلى الحصول على طائرات مقاتلة متقدمة وصواريخ أرض- جو من روسيا، فإنها لم تحقق سوى نجاح رمزي، ولم تكن مزاعمها بإنتاج بدائل حتى الآن أكثر من دعاية جوفاء”.
ورغم أن برنامجها الصاروخي يمكن أن يغير ميزان القوة الجوية لصالح طهران، لكنه لا يوفر لها القدر الكافي من الردع العسكري ضد “القوة الجوية المتفوقة” التي تطوقها من السعودية.
وفي حين أن برنامج الصواريخ مسألة ضرورة وجودية تقريبا لإيران، “فإنه من السذاجة القول إن هذا البرنامج يمكن أن يضاهي القدرات الدفاعية السعودية”، مما دعا البعض إلى القول إن الرياض” لا تحتاج إلى التسابق مع إيران لإنتاج أو شراء صواريخ باليستية، فهي لديها بالفعل ميزة عسكرية تقليدية كبيرة”.
ونظرا لعدم وجود خطر فقدان طيارين في ضربة صاروخية ناجحة، فقد لا تشعر القيادة السعودية بالرغبة إلى ممارسة ضبط النفس عند اللجوء إلى مثل هذه الأسلحة، مما يؤدي بشكل فعال إلى “إحداث ثغرة في المكون الأساسي لحاجز الردع الإيراني الذي استمر عقودا”.
لكن من المرجح، وفق التقرير، أن يؤدي تطوير برنامج الصواريخ الباليستية السعودية، القادر على إغراق إيران بعدد كبير من الصواريخ يتم إطلاقها في وقت قصير، إلى زيادة عزم طهران على توسيع برنامجها الصاروخي ورفض الدعوات الغربية لفرض قيود أو حتى إجراء محادثات بشأن برنامجها للصواريخ الباليستية.
الجدير بالذكر أن السعودية حلت في الترتيب الـ20 عالميا والخامس إقليميا في تصنيف “غلوبال فاير باور” لعام 2022، لأفضل جيوش العالم.
المصدر: الحرة