الرئيسية / دراسات وتقارير / NYT: المستشارون الروس المتشددون الذين ينصت إليهم بوتين

NYT: المستشارون الروس المتشددون الذين ينصت إليهم بوتين

الشرق اليوم- إن كبار مسؤولي الأمن الروس الذي يشكلون عماد الدائرة المقربة من الرئيس فلاديمير بوتين -وأغلبهم ولدوا في ظل الاتحاد السوفياتي في خمسينيات القرن الماضي- يتخذون مواقف رجعية أكثر من رئيسهم؛ مما يؤشر إلى مسار التشدد الذي تبناه الكرملين وهو يصعد قتاله مع “أعداء متصورين” في الداخل والخارج.

وأكدت الصحيفة -في تقرير لمدير مكتبها في موسكو أنتون تروانوفسكي- أن صعود هؤلاء “الصقور” في فلك الرئيس الروسي يظهر كيف تطور هذا الأخير من قائد شاب أظهر وجها ودودا للغرب في أوائل العقد الأول من القرن 21 عندما كان يحيط نفسه بمستشارين من بينهم ليبراليون بارزون، إلى رجل يهدد الآن ضمنيا ببدء حرب كبرى في أوروبا.

وأضافت: أن هذا الأمر يدلل أيضا على قصة كفاح الكرملين التي استمرت سنوات من أجل صياغة أيديولوجية لدعم حكم بوتين ترتكز بشكل متزايد على إظهار الغرب في صورة “العدو” وأوكرانيا على أنها “تهديد” وروسيا بوصفها “حصنا للقيم التقليدية”.

لا أحد يعرف حقًا كيف يتخذ الرئيس بوتين قراراته أو لمن يستمع وهو يفكر في اتخاذ خطواته التالية، ويلتزم غالبا الصمت متجنبا التعليق العام على أبرز الملفات، ومنها أوكرانيا، رغم ظهوره المتكرر أمام الكاميرات، وهو الأمر الذي يترك للصقور من حوله مجالا لتقديم مؤشرات على تفكيره.

والتقى بعض هؤلاء بوتين أول مرة عندما كان يعمل في جهاز المخابرات السوفياتية “كي جي بي” (KGB) سابقا، واتهمهم مسؤولون غربيون بالإشراف على عمليات الاغتيال والتأثير والتجسس الإلكتروني والحرب السورية الوحشية التي ساعدت في عزل الكرملين عن أوروبا والولايات المتحدة.

ورغم أن بوتين يُعرف بأنه يجد متعة في الاستعارات المضللة المناهضة للغرب فإن مستشاره الرئيسي للأمن القومي نيكولاي باتروشيف (وهو أحد هؤلاء الصقور) يعتنقها بحماسة أكبر.

ورغم أنه كان يسعى غالبا لرسم الغرب في صورة “أعداء” عازمين على تزوير الماضي المجيد لروسيا، فإن رئيس مخابراته الخارجية سيرجي ناريشكين اتخذ من هذه المعركة على التاريخ أولوية خاصة به.

وفي مجال الاقتصاد، يتفوق وزير الدفاع سيرغي شويغو على رئيسه الذي يتبنى نهجا مؤيدا لمزيد من مشاركة الدولة في هذا القطاع الحيوي، حيث يدافع عن هذا التوجه لأقصى الحدود من خلال تأييده جهدا ضخما تقوده الدولة لبناء مدن جديدة في سيبيريا.

احتلال هتلر

ووصف ناريشكين -خلال افتتاحه مؤخرا معرضًا في موسكو بعنوان “انتهاكات حقوق الإنسان في أوكرانيا”- ما يجري بهذا البلد بالقول إن “نوعا من آلة الزمن تعيدنا إلى أسوأ سنوات احتلال هتلر”، واصفا حكومة كييف الموالية للغرب بأنها “دكتاتورية حقيقية”.

كما قال شويغو الشهر الماضي واصفا القوميين الأوكرانيين إنهم “ليسوا من بني البشر”، وعدّ باتروشيف “رُهاب روسيا” في أوكرانيا على أنه نتاج “حملة دعاية غربية ترقى لما فعله الكتبة الأوروبيون الحسودون من أجل تشويه سمعة إيفان الرهيب”، أمير موسكو العظيم وقيصر عموم روسيا الأول.

وأضاف متحدثا عن هذا “الطاغية” الذي حكم في القرن 16 وعرف بشرطته السرية المخيفة؛ “لم يعجبهم أن القيصر الروسي لم يعترف بقيادتهم السياسية والأخلاقية”.

وتتساءل الصحيفة الآن عما يفكر فيه الرئيس بوتين بشأن كيفية تصعيد الموقف في أوكرانيا، وإلى أي مدى قد يتبنى هذه “العقلية التآمرية” لصقوره؟ مؤكدة أن بعض المحللين في موسكو لا زالوا يرون -رغم سيطرة الراديكاليين- وجود “خط براغماتي” لدى بوتين يجعله يوازن بين المظالم وجنون الارتياب الذي يروج له المقربون منه، وبين مواقف أكثر رصانة مثل التي يتبناها رئيس وزرائه ميخائيل ميشوستين التكنوقراطي المكلف بالحفاظ على الاقتصاد.

ترجمة الجزيرة

شاهد أيضاً

بايدن قد يشعل حربا عالمية إذا خسرت هاريس الانتخابات

الشرق اليوم– توقع المركز الروسي الإستراتيجي للثقافات أن يطلق الرئيس الأميركي جو بايدن العنان لصراع …