بقلم: سري القدوة – صحيفة “الدستور”
الشرق اليوم – خيار تأجيل القمة العربية المقرر عقدها في الجزائر يأتي في ظل الحاجة إلى فتح آفاق للحوار العربي الشامل وخصوصا في ظل الأوضاع الخطيرة التي باتت تشهدها الساحة العربية والحاجة الملحة لوحدة الموقف العربي ومناقشة ما تمر به الساحة العربية بشكل معمق للوصول إلى نتائج مقنعة وجريئة تعبر عن واقع الحال العربي، وما ما آلت إليه الساحة العربية من تفاعلات نتيجة لبعض المواقف الفردية التي أصبحت شائكة وتطلب التدخل لحلها ووضع النقاط على الحروف لصياغة مستقبل أفضل ولضمان وحدة الموقف العربي في إطار التكامل والأداء السياسي على المستوى الدولي .
تأجيل القمة العربية المقرر عقدها في الجزائر بات أمرا حتميا حسب تصريحات صحفية من مصادر مسؤولة بالجامعة ويأتي بعد فشل المشاورات التمهيدية في توفير أجواء تصالحية تضمن مشاركة فعالة من جانب القوى العربية الأبرز وخاصة في ظل تباين المواقف حول ملفات منها تمثيل الحكومة السورية والعلاقات المتوترة بين الجزائر والمغرب والوضع في ليبيا بالإضافة للموقف من التدخل الإيراني في بلدان عربية.
بات خيار الإرجاء واضحا في ضوء الزيارة الناجحة والهامة للرئيس عبد المجيد تبون إلى مصر مما يدفع بالجزائر إلى فتح باب الحوار مع جميع الأطراف وخاصة في ظل إخطار جائحة كورونا من جهة ومن جهة أخرى طبيعة الشرخ العربي القائم وخاصة فيما يتعلق بالأزمة الجزائرية – المغربية، ومساعي عودة سوريا إلى العمل العربي المشترك والوضع الداخلي في الجزائر.
وتستمر تلك التداعيات الخطيرة لتلقى بظلالها على مستقبل العمل العربي المشترك فالحاجة قائمة وضرورية إلى ضرورة تعميق الحوار بين جميع الأطراف وخاصة في ظل تصاعد الأزمة الدبلوماسية بين الجزائر والمغرب، وتباين المواقف العربية حول أبرز القضايا الرئيسية مثل الحرب في اليمن ومسألة عودة سوريا إلى الجامعة العربية، والقضية الفلسطينية وأزمة ليبيا، وهذا يدفع الجميع إلى ضرورة التحضير الجيد لقمة الجزائر بشكلها ومضمونها لضمان أفضل النتائج المتوقعة لقمة الجزائر القادمة.
ورسميا لم تحدد الجزائر موعدا رسميا بعد لإعلان القمة ولكن أشارت توقعات إعلامية عن احتمال عقدها في يناير 2022 وهذا الأمر بات مستبعدا في الوقت الحاضر وهناك عقبات كثيرة وحالة انقسام عربي غير عادية وهناك تباين في المواقف العربية ما بين أهمية عقدها أو ضرورة تأجيلها، فالواقع العربي يتطلب عقد قمة عربية ناجحة بكل المقاييس وضرورة البناء على قراراتها ومخرجاتها لتأسيس مرحلة عربية مقبلة جديدة، تنهض بالواقع العربي وتضع حد للخلافات القائمة وتضمن وحدة الجسد العربي الواحد وإعادة الاعتبار السياسي والمهني والقومي لجامعة الدول العربية.
وتسعى الجزائر إلى ضرورة عقد قمة عربية ناجحة وهذا ما يتبين من خلال حرص الرئاسة الجزائرية على متابعة أدق التفاصيل وتدعيم الموقف العربي والتنسيق الكامل مع جمهورية مصر العربية وفتح آفاق للحوار العربي تضمن نجاح القمة المقبلة في ضوء زيارة الرئيس الجزائري المهمة لجمهورية مصر العربية ولقائه مع الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي أكد على ضرورة تحقيق التكامل العربي وعودة العلاقات بقوة مواقفها ووحدة الأداء السياسي المشترك المغيب منذ أكثر من عشرين عاما، ولوضع حد لمرحلة التهميش السياسي والشلل الكامل والابتعاد عن عوامل الضعف والفرقة والعمل على ضمان تحقيق الطموح العربي المشترك في إنهاء كافة قضايا الخلاف الجوهرية التي من الممكن إذا ما استمرت أن تعيق التقدم العربي.