الشرق اليوم- استحوذت بريطانيا على اهتمام العالم، السبت، باتهامها الرئيس فلاديمير بوتين، بالتخطيط لتنصيب زعيم موال لروسيا في أوكرانيا.
تقول صحيفة The New York Times: إن هذا الإعلان المثير، الذي صدر عنها في وقت متأخر من الليل، دفعها على الفور إلى الخطوط الأمامية لأخطر أزمة أمنية في أوروبا في عقود.
ويقول مسؤولون بريطانيون إن الإفراج عن مثل هذه المعلومات الاستخباراتية الحساسة كان محسوبا “لإحباط مؤامرة محتملة وبعث رسالة إلى الرئيس الروسي”.
ووصف المسؤولون، حسبما تنقل عنهم الصحيفة، ذلك كجزء من استراتيجية منسقة لتصبح بريطانيا لاعبا قويا في المواجهة الأوروبية مع روسيا.
غير أن تحركات بريطانيا تحمل أيضا بصمة دولة حريصة على أن تجعل نفسها مختلفة، بعد عامين من خروجها من الاتحاد الأوروبي.
وبينما كان وزير الخارجية أنتوني بلينكن في طريقه إلى كييف، الأسبوع الماضي، لإجراء محادثات حول حشد القوات الروسية لجنود ومعدات عسكرية على الحدود الأوكرانية، كانت بريطانيا زودت كييف بألفي صاروخ وفريقا من المدربين العسكريين.
وقال مالكولم تشالمرز، نائب المدير العام للمعهد الملكي للخدمات المتحدة، وهي مؤسسة فكرية في لندن: “المملكة المتحدة تميز نفسها عن ألمانيا وفرنسا، وحتى الولايات المتحدة إلى حد ما، ويأتي هذا بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والشعور بضرورة تعريف أنفسنا كقوة وسطى مستقلة”.
وقد أثار توقيت الإعلان البريطاني وطبيعة الكشف الاستخباري، الذي جاء في خضم فضيحة سياسية عاصفة في الداخل، سؤالا بشأن رغبة بعض أعضاء الحكومة البريطانية في صرف الانتباه عن المشاكل التي تهدد بإطاحة رئيس الوزراء بوريس جونسون.
وفي كلتا الحالتين، تقول The New York Times: إن بريطانيا تتحرك على جبهات متعددة. وتعد لندن حاليا تشريعا سيمكنها من فرض عقوبات إذا غزا بوتين أوكرانيا.
وقد أرسلت وزراء بارزين إلى دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) الأخرى التي تهددها روسيا. كما تواصلت مباشرة مع موسكو، مع ورود تقارير تفيد بأن وزيري الخارجية والدفاع يخططون للقاء نظرائهم الروسيين في الأسابيع المقبلة.
وقد تبلور نهج بريطانيا المتشدد في مقال شديد اللهجة بقلم وزير الدفاع بن والاس.
كتب والاس في صحيفة ذا تايمز، متهما الرئيس الروسي بإثارة “القومية العرقية” الفجة، بناء على ما سماه الادعاء الزائف بأن الروس والأوكرانيين هم شعب واحد.
وقد أثار المقال ردود فعل في واشنطن والعواصم الأوروبية.
المصدر: الحرة