الشرق اليوم- بالإجماع ، وكما كان متوقعاً، أعلن العرب، وبصوت واحد، وقوفهم إلى جانب دولة الإمارات العربية المتحدة، وتضامنهم الكامل معها، والتنديد بالهجوم الإرهابي الجبان الذي ارتكبته الميليشيات الحوثية مؤخراً، ضد منشآت مدنية.
كان بيان مجلس جامعة الدول العربية الذي اجتمع، أمس الأحد، في القاهرة على مستوى المندوبين، رسالة عربية واضحة وصريحة بأن ما يمسّ أمن دولة الإمارات يمسّ أمن كل العرب، مؤكداً ضرورة تصنيف هذه الجماعة منظمة إرهابية، لأن ما قامت، وتقوم به يشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، وتهديداً حقيقياً للمنشآت الحيوية، وإمدادات الطاقة، واستقرار الاقتصاد العالمي، كما يشكل تهديداً للسلم والأمن الإقليميين، ويقوّض الأمن القومي العربي، ويضر بالأمن والسلم الدوليين.
هذه المواقف تأتي في أعقاب بيان مجلس الأمن الدولي الذي دان هجمات الحوثيين الإرهابية التي استهدفت دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية، ودعا إلى ضرورة محاسبة هذه الميليشيات على هذه الأعمال الإرهابية. كل ذلك يدلّ على أن هذه الجماعة الإرهابية باتت منبوذة من كل العالم، وأن للإمارات الحق المطلق في الدفاع عن نفسها وأمنها، وأمن شعبها والمقيمين على أرضها، ومصالحها الوطنية ومقدّراتها، ضد هذا العدوان بموجب القانون الدولي، خصوصاً أن هذه الجماعة تكشف من خلال أعمالها الإرهابية طبيعتها الإجرامية، وأهدافها الحقيقية في زعزعة أمن واستقرار المنطقة وتحدّيها قواعد القانون الدولي الإنساني.
بعد كل ذلك، وبعد إعلان العرب، ومعهم المجتمع الدولي، إدانة هذا العمل الإرهابي الجبان، والوقوف إلى جانب دولة الإمارات، فقد بات من الضروري أن يقف الجميع صفاً واحداً في نبذ هذه الجماعة، واعتبارها منظمة إرهابية، لأنها باتت تشكل ورماً سرطانياً خبيثاً يهدد استقرار المنطقة، لا يجوز التساهل معه، أو غضّ الطرف عن ممارساته الإجرامية بحق الشعب اليمني أولاً، ثم بحق جيرانه ثانياً، وبحق العالم ثالثاً.
لقد تجاوزت هذه الجماعة كل المحرّمات، وخرجت عن كل ما له علاقة بالقانون الدولي، والقيم الإنسانية والدينية، في ممارساتها التي باتت تستهدف المدنيين والمنشآت والمؤسسات المدنية، إضافة إلى ما ترتكبه من فظائع في الداخل اليمني ضد المدنيين العزّل، وعرقلتها المتواصلة لإيصال المساعدات الإنسانية، ومصادرة المواد الغذائية، وزرع الألغام البحرية لعرقلة الملاحة البحرية.
كان الصوت العربي أمس، مدوّياً وصريحاً في بيت العرب، تأييداً للإمارات، تقديراً وعرفاناً وحباً لها، وفي الإعلان الصريح أن ما يمسّها يمسّ العرب أجمعين، باعتبارها كانت سباقة على الدوام في أن تكون صوت العرب في كل المحافل الإقليمية والدولية، وحاضنتهم والمدافعة عن قضاياهم، ولعل أبسط الإيمان ردّ التحية بمثلها.