الشرق اليوم- تدرس إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن اقتراح تركيا لشراء أسطول من مقاتلات “F-16″، ويقول المسؤولون في أنقرة: إنه قد يصلح الروابط الأمنية المتوترة بين البلدين، لكن البيع يواجه معارضة من أعضاء الكونغرس الذين ينتقدون علاقات تركيا المتنامية مع روسيا.
ويقول مسؤولون أتراك كبار، تنقل عن صحيفة The Wall Street Journal: إن الاتفاق المرتقب قد يكون شريان الحياة لعلاقتهم مع الولايات المتحدة، التي تضررت لسنوات بسبب مشتريات تركيا للأسلحة الروسية، وتضارب المصالح في الحرب السورية، وانتقاد الولايات المتحدة لسجل أنقرة الحقوقي.
وفي كلا البلدين، تنقل وول ستريت جورنال عن محللين قولهم: إن منع الصفقة قد يدفع أنقرة إلى الاقتراب من روسيا.
وتأتي احتمالية بيع مقاتلات “F-16” لتركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، في الوقت الذي تطالب فيه روسيا وقف توسع الحلف شرقا، حيث نشرت موسكو عشرات الآلاف من الجنود وأثارت مخاوف من حدوث غزو لأوكرانيا.
وكان إردوغان قال، في نوفمبر الماضي، إن تركيا مستعدة للوساطة بين أوكرانيا وروسيا.
ويعود أصل الصفقة المحتملة إلى عام 1999، حينما كانت تركيا شريكة في برنامج المقاتلة الأمريكية “F-35″، وكان يفترض أن تحصل على حوالي 100 منها.
وعام 2017، قررت أنقرة شراء نظام الدفاع الجوي الروسي “S-400” رغم اعتراضات الولايات المتحدة التي كانت تخشى اختراق روسي لطائرات “F-35”. وبعد عامين، ردت الولايات المتحدة بطرد تركيا من برنامج “F-35”.
ونظرا لأن طائرات “F-35″أصبحت بعيدة المنال الآن، فإن طائرات “F-16” الجديدة ستحل محل طائرات “F-16″ و”F-4” القديمة في أسطول تركيا الجوي.
وقال مسؤولون أمريكيون ومساعدون في الكونغرس، بحسب الصحيفة، إن الصفقة المقترحة تواجه معارضة المشرعين الذين يتبنون وجهة نظر قاتمة بعد شراء “S-400″، فضلا عن علاقة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الوثيقة بنظيره الروسي فلاديمير بوتين، والسياسات التركية في شرق البحر المتوسط.
وتقول The Wall Street Journal: إن إدارة بايدن لم تشر إلى ما إذا كانت ستدعم صفقة “F-16”.
وتتطلب قوانين مراقبة تصدير الأسلحة الأمريكية من الإدارة إخطار الكونغرس بالمبيعات العسكرية الأجنبية المقترحة، مما يمنح المشرعين فرصة لمراجعة الصفقة ومعارضتها أو محاولة منعها.
ولم تخطر الإدارة الكونغرس رسميا بالبيع المقترح لمقاتلات “F-16” وفقا للصحيفة.
وتنقل وول ستريت جورنال عن أحد مساعدي الكونغرس قوله: “سوف تصطدم الصفقة بعراقيل. السؤال هو هل ستؤدي هذه العراقيل إلى منعها أم أنها ستكون قادرة على تجاوزها؟”
وتكشف الصفقة المقترحة تحديات الأمن القومي المعقدة في علاقة الولايات المتحدة بتركيا، حليف الناتو والقوة الإقليمية التي تستضيف آلاف الجنود الأمريكيين.
وتوترت العلاقات الأمنية، التي دامت عقودا، بين أنقرة وواشنطن في السنوات الأخيرة، حيث أقام أردوغان علاقات أوثق مع روسيا. كما هاجمت تركيا الميليشيات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة في سوريا.
المصدر: الحرة