بقلم: أوري إيزاك- إسرائيل اليوم
الشرق اليوم- إن أصواتا إسرائيلية جديدة ظهرت، وتردد ذات المخاوف الأمريكية، ولكن من جهة أن نشاط الصين بشكل متزايد في الدول المحيطة بـ”إسرائيل”، خاصة مع إيران في الآونة الأخيرة.
وسيجعل من غير المعقول القول: إن وصول الصين لمثل هذه المعلومات الحساسة حول البنية التحتية الإسرائيلية والمدنية والتكنولوجية، لأنه يمثل خطرا على الأمن القومي الإسرائيلي.
وما قد يزيد من المخاوف “الإسرائيلية” أن الصينيين موجودون في كل مكان، ليس فقط في مواقع البيع، فقد نمت الإمبراطورية الصينية الحديثة، وهي تستثمر مئات المليارات من الدولارات في البنية التحتية في عشرات البلدان، بطريقة ستخلق في المستقبل القريب نظاما اقتصاديا عالميا جديدا، حتى في الشرق الأوسط، المحيط بـ”إسرائيل”.
وتشارك الصين في مشاريع ضخمة للمدن الذكية، ولا أحد يعلم من “الإسرائيليين” مقدار المعلومات التي يتم جمعها فيها، وماذا يصنع الصينيون بها.
وأوضح المقال أن “إسرائيل الصغيرة” تشهد إبرام جملة من المشاريع المشتركة مع الصين “العظيمة”، وشركات الائتمان الإسرائيلية تحصل على التقنيات الصينية، وهذه مجرد البداية، فيما يميل الجمهور الإسرائيلي للتركيز باستمرار على المناقشات حول الاتفاقية النووية الإيرانية في محادثات فيينا، “وقد نسمع ذات يوم عن انسحاب إيراني من التفاهمات، وسط تجاهل إسرائيلي لأن ستصبح الصين بحسب تنبؤات مختلفة، أكبر اقتصاد في العالم، وتتفوق على الولايات المتحدة، الحليف الاستراتيجي لإسرائيل”.
وأضاف: أن “ما قد يزيد أوجه القلق الإسرائيلية أن العام 2030 يقترب أكثر فأكثر، وحينها سيكون صعبا على إسرائيل أن تفهم أن علاقات القوة العالمية تتغير أمام أعينها، وسترى بنفسها حلول إمبراطورية جديدة بدل القوة الأولى والعظمى في العالم، التي حكمت الكرة الأرضية لسنوات طويلة، وتفسح المجال ببطء لقوة أخرى، بثقافة مختلفة، ولغة أجنبية وغريبة، مما سيكون غريبا على إسرائيل، التي تواصل الاهتمام، والاهتمام فقط بما يحصل في فيينا”.
ولعل ما منح الأصوات الإسرائيلية التي تحذر من التقارب مع الصين بعضا من المشروعية أنه قبل ثلاثة أيام فقط، تحدثت وسائل الإعلام أن اتفاقية التعاون الصينية الإيرانية الموقعة منذ عام، وتتناول العمل معًا في العديد من المجالات المتنوعة من الاقتصاد والأمن والاستراتيجية، ستكون قريبا قيد التشغيل، بحسب الصحيفة.
ومع أن هذه الاتفاقية “الصينية- الإيرانية” كانت حتى الآن حبرا على ورق، لكنها تدخل الآن مرحلة التنفيذ، وهذا يعني أن الصين أكثر نشاطًا في المنطقة المحيطة بإسرائيل، التي تواصل العمل كالمعتاد، وتعبر عن خشيتها من إبرام الصفقة النووية بين إيران والقوى العظمى.
وتعرب الأصوات الإسرائيلية عن قلقها من بدء العمل بتنفيذ الاتفاقية “الإيرانية الصينية”، وفي الوقت ذاته، لن يكون من المعقول السماح بمقاربة صينية تجعل المعلومات الحساسة بشأن البنية التحتية الإسرائيلية والمدنية والتكنولوجية متاحة بين أيديها، لأن ذلك يشكل خطرا على الأمن القومي الإسرائيلي، وإلا فإن ذلك سيقود “إسرائيل” إلى الهاوية، في ضوء أن الهاوية الإيرانية الصينية أقرب بكثير، وفق التقدير الإسرائيلي على الأقل.
ترجمة: عربي 21