الشرق اليوم – استبعد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في تصريحات صحفية اليوم الثلاثاء، أثناء عودته من جمهورية ألبانيا، احتمالية إقدام روسيا على غزو أوكرانيا، مؤكدا أنه لا يرى ذلك مقاربة واقعية.
وأضاف “لكي تتخذ موسكو هذه الخطوة، عليها أن تعيد النظر في وضعها ووضع العالم بأسره”.
وأشار إلى زيارة نظيره الأذربيجاني إلهام علييف لأوكرانيا، لافتا إلى أنه سيجري محادثة معه بهذا الشأن.
وتابع أردوغان ينبغي أيضا أن نطرح هذه القضايا على الطاولة ونبحثها مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لأن هذه المناطق لم تعد تتحمل الحرب، ولا يمكن أن تكون صوابا.
وأكد على ضرورة شطب الحرب من تاريخ السياسة، مشيرا أن منطق احتلال أراضي الغير لم يعد ساريا.
وبيّن أن سياسة تركيا واضحة بهذا الخصوص، مذكرا بتأكيده الدائم لنظيره الروسي عند كل لقاء أن بلاده تعارض احتلال شبه جزيرة القرم، وأن وزارة الخارجية التركية تؤكد ذلك أيضا لنظيراتها.
وحول الوضع في سوريا، أفاد أردوغان أن تركيا لا يمكن أن تتجاهل وجود القواعد الروسية والأمريكية والمنظمات الإرهابية في أجزاء واسعة من سوريا التي تحد بلاده جنوبا.
وذكر أن المنظمات الإرهابية تلقت وما زالت تتلقى دعما كبيرا من الولايات المتحدة، وأن تركيا لا يمكنها التغافل عن ذلك أيضا.
واستطرد: “قلنا ذلك باستمرار لبايدن خلال لقائنا، كما ذكرناه لترامب وأوباما، قلنا لهم جميعا: أنتم تدعمون المنظمات الإرهابية”.
وأوضح أن قوات التحالف في العراق وقوات التحالف في سوريا قدمت آلاف الشاحنات المحملة بالأسلحة والذخيرة لهذه المنظمات الإرهابية، مؤكدا أن الدعم ما زال متواصلا.
وأردف: “يقولون: انسحبنا، سننسحب، نحن لا نقدم الدعم للمنظمات الإرهابية، إنهم لا يقولون الحقيقة”.
وأشار إلى أن روسيا كذلك لا تنسحب من سوريا، ولو فعلت ذلك لم يكن ليبقى بشار الأسد، وأنّ ما يحافظ على بقائه هو الدعم الروسي، لافتا أيضا إلى الدعم الإيراني.
وأعرب أردوغان عن تمنيه في أن يعم السلام والهدوء المنطقة.
من جانب آخر قال أردوغان، إن 2022 سيكون عاما لامعًا بالنسبة لبلاده من الناحية الاقتصادية، وسيشهد انخفاض الفائدة وأسعار الصرف تدريجيا.
وأعرب أردوغان عن سعادته إزاء انخفاض تقلبات أسعار الصرف واستمرار الاستقرار، مبينا أن جهود حكومته تتواصل حيال زيادة الاهتمام بالليرة التركية.
وأضاف أن التضخم في تركيا بدأ بالتراجع وأنه سيستمر خلال الفترة المقبلة، مبينا أن من حق المواطنين انتظار تراجع التضخم الذي يمثل أحد أهم أهداف الحكومة حاليا.
وفيما يتعلق بأنشطة تركيا المتعلقة بالتنقيب عن النفط والغاز الطبيعي، قال: “اشترينا 4 سفن تنقيب واثنتين للأبحاث الزلزالية للعمل في البحرين الأسود والمتوسط”.
وردا على سؤال حول وقف واشنطن دعمها لمشروع خط أنابيب “إيست ميد” لنقل الغاز الطبيعي إلى أوروبا، قال: “هذا المشروع لم يكن قابلا للتنفيذ، لقد أجروا جميع الحسابات المالية له، ورأوا أنه لا يوجد شيء إيجابي في هذا المشروع”.
وأوضح أن مثل هذه المشاريع لا يمكن أن تنجح بمعزل عن تركيا، مبينا أن عملية نقل الغاز الطبيعي من هذه المنطقة (شرق المتوسط) إلى أوروبا، لا يتم إلا عبر تركيا.
وقال إن “وزير الطاقة التركي الأسبق براءت ألبيراق كان قد تحدث مع نظيره الإسرائيلي في هذا الشأن، وحينها كانت لدينا الفرصة لتنفيذ هذا الأمر مع إسرائيل، لكن الظروف حينها أعاقت هذه الخطوة”.
ولفت إلى إمكانية الحديث مع إسرائيل مجددا في مسألة نقل الغاز الطبيعي إلى أوروبا، مشيرا أن الجانب الإسرائيلي على مستوى الرئيس ورئيس الوزراء يبعثون رسائل في هذا الشأن إلى تركيا.
وأكد أن موقف تركيا حيال الأوضاع في شرق المتوسط ثابت ولم يتغير، وأن أنشطة أنقرة في هذه المنطقة تسير وفقا للاتفاقيات التي أبرمتها أنقرة مع ليبيا.
وحول الغاز الطبيعي المُكتشف في البحر الأسود، قال أردوغان إن الأنابيب التي ستنقل الغاز المستخرج وصلت إلى ميناء فيليوس بولاية زونغلداق، وأن حكومته تخطط لإيصال الغاز إلى البلاد خلال 2023.
المصدر: الأناضول