الشرق اليوم اخباري تحليلي
مقالات مشابهة
بقلم: سلطان أحمد بن سليم – صحيفة “البيان”
الشرق اليوم – في الفترة التي سبقت أكبر مرحلة للبيع بالتجزئة في عام 2021، احتل انقطاع سلاسل التوريد عناوين الأخبار الرئيسة. وتتسم هذه القضية بالتعقيد؛ إذ أعتقد أن هذا الانقطاع سيستمر حتى عام 2023.
وسيكون للقيود الجديدة المطبّقة في جميع أنحاء العالم تداعيات مدمِّرة وطويلة الأمد؛ فظهور متحور «أوميكرون» ما هو إلا تذكير بأن «كوفيد 19» لا يزال حاضراً بشكل كبير في حياتنا. وبما أننا نتطلع إلى احتواء هذا الفيروس، فنحن بالتأكيد نحترم إغلاق الحدود، ولكن، علينا أن نضع في حسباننا مدى تأثير هذا الإغلاق في حركة التجارة. ومما لا شك فيه أن ذلك سيؤثر بشكل ملموس في أعمالنا، إلا أن «دي بي ورلد» ستواصل تطورها الحثيث بما يتجاوز تمكيننا من خلق عالم لا يُعاد بناؤه فحسب؛ بل يتم بناؤه بصورة أفضل.
وبناءً على ذلك، أردت أن أشارككم أهم المحاور التي أتطلع إليها في عام 2022.
1. التوسّع في الرقمنة
سنقوم بالاستثمار في تقنيات البيانات المشتركة التي من شأنها خلق قدرات «افتراضية» عبر تبنّي التعاون الإقليمي في مجال المستودعات. إذ ستمنح توسعة منصة CARGOES التابعة لنا بمرونة أكبر لملاك البضائع، وتعمل على نقل البضائع من الموانئ بشكل أسرع، وذلك من خلال تسريع عمليات التخليص الجمركي وتحويلها إلى عمليات رقمية. ومن المقرر أن تفتتح منصة DUBUY.com مزيداً من الفرص في الأسواق الأفريقية، كما نرغب في تطوير منصّة للتجارة الإلكترونية في عموم أفريقيا، وفي نهاية المطاف، تطوير منصّة عالمية لتعاملات التجارة الإلكترونية بين الشركات B2B، تعمل على تعزيز التجارة الدولية والمحلية للأسواق التي نعمل فيها.
2. الاستثمار في الخدمات اللوجستية متعددة الوسائط
إن سلاسل التوريد نشطة على الدوام. وستواصل «دي بي ورلد» الاستثمار في قدراتها متعددة الوسائط عبر الشبكة بكاملها، وذلك باستخدام السكك الحديدية والطرق النهرية والبحرية والبرية، لتوفير قدرات انسيابية طوال اليوم وعلى مدار الأسبوع. كما نتوقع إنجاز تطورات ملموسة في تقنية «هايبرلوب» من خلال نظام «دي دبي ورلد كارجوسبيد» للنقل فائق السرعة، والذي يوفر خدمة لا مثيل لها للبضائع ذات الأولوية العالية حسب الطلب، وتسليم الشحنات بسرعة تماثل الشحن الجوي وبتكلفة تقارب تكلفة النقل بالشاحنات. وتعمل هذه الأنظمة بالكهرباء بنسبة 100٪ ويمكن تشغيلها بالطاقة المتجددة، بما يوفر حلاً أكثر استدامة لنقل البضائع. ومن المقرر أن تؤدي هذه المبادرة المبتكرة إلى تسريع التحول الرقمي والمستدام للعمليات التجارية.
3. توسعة التجارة في الأسواق الناشئة
أسهمت التجارة العالمية في خروج مناطق كبيرة في العالم من براثن الفقر؛ إذ جلبت الازدهار للعديد من الاقتصادات النامية، وأتاحت وصول مئات الملايين، وربما المليارات، من الأشخاص إلى الوظائف، والتعليم الأفضل، والرعاية الصحية.
ونحن ما زلنا على عهدنا وملتزمين دورنا مساهماً رئيساً لتمكين التجارة العالمية في أمريكا اللاتينية، ومن ذلك، تنمية قطاعاتها التكميلية ضمن سلسلة التوريد العالمية.
كما أني ما زلت منبهراً ببرنامج الجواز اللوجستي العالمي، فهذا النموذج التجاري يؤسس لشراكات جديدة، ويعزز مرونة التجارة العالمية أمام الدول الناشئة. وبرغم الرياح المعاكسة التي تواجهها التجارة العالمية، فقد حقق هذا البرنامج الكثير. وأتطلع إلى الاستفادة من كل هذه النجاحات في عام 2022 وما بعده.
4. إنشاء بنية تحتية محسَّنة
في العام الماضي، كان توقف قناة السويس نداءً تحذيرياً. فقد أظهر ذلك للجميع أننا نعتمد بشكل لا يصدق على البنية التحتية الرئيسة على طول عدد قليل من المسارات التجارية الحيوية بهدف المحافظة على تدفق البضائع في العالم. كما استوعبنا الدروس المستفادة من التحديات التي يواجهها عدد من الموانئ الكبرى في الولايات المتحدة في الوقت الحالي. وسنعمل مع الحكومات من أجل إنشاء بنية تحتية تضع نصب عينيها تلبية المتطلبات المستقبلية.
وفي الأشهر المقبلة، سيقوم ميناء تيمز الحرّ (الذي يشمل «دي بي ورلد – لندن جيتواي») بإنشاء منصّة جاهزة للتطوير من أجل العمل على تحفيز الاستثمارات الجديدة وفرص العمل والمهارات، واعتماد تقنية أكثر مراعاة للبيئة. وسوف يساعد ذلك عملاءنا على النمو بسرعة أكبر وبصورة أكثر استدامة. ومن خلال الاستثمار في البنية التحتية، إلى جانب تحسين الإجراءات الجمركية، سنعمل على خفض تكلفة التجارة والنقل، بما يعزز القدرة التنافسية والإنتاجية ويزيد معدلات النمو للشركات الحالية والمستقبلية، بعد خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي.
وفي أفريقيا، نرغب في تحويل ميناء بربرة إلى محور بحري وصناعي ولوجستي رئيس في القرن الأفريقي، وخاصة بالنسبة للنقل العابر للبضائع الإثيوبية. وسوف يحقق تطوير ميناء بنانا البحري العميق في جمهورية الكونغو الديمقراطية وفوراً هائلة في التكلفة والوقت للتجارة في البلاد.
5. دعم الصحة بالخدمات اللوجستية
بصفتنا مجموعة رائدة في تمكين التجارة العالمية، فنحن نؤمن بأن لدينا الأدوات والمهارات والدوافع اللازمة لقيادة تحوّل في مجال الخدمات اللوجستية يدعم الرعاية الصحية، ويضع الأسس اللازمة لإنشاء سلاسل توريد صحية وفعَّالة. وسنواصل التوزيع العادل للقاحات لمن هم في أمسِّ الحاجة إليها، بالتعاون مع شركائنا مثل منظمة يونيسيف. كما سنستثمر خبراتنا في مجال الخدمات اللوجستية من أجل دعم تدفق المعدات الطبية الحيوية الأخرى مثل الأكسجين، وسنساعد على تحسين المياه والصرف الصحي في المجتمعات المحلية في جميع أنحاء العالم.
آمالنا في عام 2022
تظل النظرة المستقبلية لعام 2022 نظرة إيجابية. ونحن بحاجة إلى وجود منظومة عمل مترابطة من الشركاء، ابتداء من الاقتصادات المتطورة وحتى الأسواق الناشئة، وذلك بغرض مشاركة المعرفة والموارد وتمهيد الطريق لريادة حلول جديدة. ويودّعنا عام 2021 بقوة، ونحن في وضع جيد يتيح لنا التركيز على تحقيق أهدافنا في عام 2022. ومن خلال العمل معاً، سنمهد طريقنا نحو مستقبل أكثر استدامة.
