282996 09: Veiled women stand in the street October 11, 1996 in Kabul, Afghanistan. The Taliban army faces opposition by the guerrillas of Ahmas Shah Masoud, allies of the ousted Afghanistan President Burhanuddin Rabbani. (Photo by Roger Lemoyne/Liaison)
الرئيسية / مقالات رأي / The Guardian: الأفغان يتضورون جوعًا.. وتجاهلهم أمر غير أخلاقي

The Guardian: الأفغان يتضورون جوعًا.. وتجاهلهم أمر غير أخلاقي

BY: Gordon Brown

الشرق اليوم – كيف يمكن أن يسمح العالم، في هذه الأسابيع الأولى من عام ٢٠٢٢، لملايين الأطفال الأفغان بمواجهة الموت بسبب الجوع؟ وهذا بعد شهور من قيام الأمم المتحدة بمطالبة عدد من الحكومات والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية، ناهيك عن قادة الجيش الأمريكي السابق والسفراء والعاملين في المجال الإنساني علنًا، باتخاذ إجراءات فورية لوقف الخسائر في الأرواح الأفغانية والمجاعة وسوء التغذية.

ويوم الثلاثاء الماضي، طالب منسقا الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية واللاجئين، مارتن جريفيث وفيليبو جراندي، البلدان مرة أخرى بإرسال المواد الغذائية والإمدادات العاجلة، كما أعلنا عن أكبر نداء إنساني منذ عام ١٩٤٥، وهو طلب بقيمة ٤.٥ مليار دولار لمساعدة أكثر من ٢٣ مليون أفغاني على حافة المجاعة. ولأن الدمار الذي حذر منه العالم منذ أشهر لم يعد بعيدًا، فقد كانت عبارة «دَعونا نأكل» هي اللافتة الصارخة التي خرج المتظاهرون حاملين إياها في أيديهم قبل أيام قليلة في كابول، حيث تحولت ضمانات المساعدة التي قدمتها القوى العالمية في أغسطس إلى سلسلة من الوعود الكاذبة، حيث تقف النساء والأطفال في طوابير طويلة خارج المخابز للحصول على الغذاء الأساسي الوحيد الذي لايزال متاحًا «الخبز»، الذي بات هناك نقص في وجوده أيضًا بسبب وجود انخفاض بنسبة ٤٠٪ في إنتاج القمح، بعد معاناة البلاد من أسوأ موجة جفاف منذ عقود.

ويتوقع جريفيث أنه إذا لم نتحرك، فقد يعيش ٩٧٪ من الأفغان قريبًا تحت خط الفقر.. وبعبارة أخرى: أن تكون أفغانيًا اليوم، يعني أن يتم الحكم عليك بالفقر المدقع أو العوز.

ويعثر العديد من عمال الإغاثة على أطفال متجمعين تحت بطانيات مهلهلة في مخيمات مؤقتة وأكواخ، أو يكونون مستلقين جانب أمهاتهم خارج المستشفيات في انتظار الحصول على العلاج الذي لا يتوفر ببساطة.

وحتى أغسطس الماضي، كان ٣٠ مليون أفغاني يعتمدون على الرعاية الصحية التي يديرها البنك الدولي.. والآن، تفتقر أكثر من ٩٠٪ من العيادات الصحية في البلاد إلى الأموال اللازمة للاستمرار في العمل مفتوحة، كما لم يحصل على لقاح كورونا سوى ١١٪ فقط من الأفغان.

وأرى أن إحجامنا عن التصرف في أفغانستان لا يمثل انتهاكًا أخلاقيًا فحسب، ولكن ستكون له عواقب في العالم كله، فقد تكون هناك هجرة جماعية إلى الغرب، وزيادة في إنتاج الهيروين وتجنيد الإرهابيين الذين يدّعون أن فشل العالم في التصرف في أزمة بلادهم يثبت استحالة التعايش معه.

وصحيح أن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قد وافق أخيرًا على تقديم المؤسسات المالية والجهات التجارية الفاعلة تأكيدات قانونية بأنها لن تنتهك العقوبات إذا تعاملت مع المنظمات الإنسانية، وهي خطوة مهمة، ولكنها لا تضمن وصول المساعدة الكافية، ولذلك يجب أن نجعل المناشدة الإنسانية البالغة ٤.٥ مليار دولار ناجحة.

ولكن حتى هذه المبادرات تؤدي لتوصيل ٣٠ بنسًا فقط يوميًا لكل شخص في أفغانستان مقابل كل من طعامه ومأواه ورعايته وتعليمه، كما أنها مجرد تدابير مؤقتة تساعدهم على اجتياز فصل الشتاء، فلا يمكن للبرامج الإنسانية وحدها أن تحل محل ٧٥٪ من الإنفاق العام الذي كان يتدفق إلى البلاد حتى أغسطس الماضي من وكالات الإغاثة في الخارج، أو أن تحل محل شبكات الدعم الحكومي التي تم بناؤها قبل سيطرة حركة طالبان التي بدأت في الانهيار الآن.

لذا فإنه يجب أن نجد طريقة لضمان وصول الأموال إلى البلاد، أو أن تقوم البنوك المحلية بإصدار عملة أفغانية مستقرة، بحيث يمكن دفع الأموال مقابل شراء الغذاء ودفع رواتب المعلمين والعاملين في مجال الرعاية الصحية.

ولن تؤدي المساعدة التي سنقدمها للشعب الأفغاني لانتقاص أي شيء من إدانتنا لقمع النظام وانتهاكات حقوق الإنسان والقتل غير القانوني في كابول، كما يجب ألا تحصل البلاد على اعتراف سياسي بسبب هذه المساعدات.. ولكن يمكن تخفيف بعض العقوبات الاقتصادية، بشرط إحراز تقدم واضح على سبيل المثال، في مجال حقوق النساء والفتيات، ومع تقديم المساعدة من خلال الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية.. وإذا توقفت أعمال القتل وكانت هناك حكومة أكثر شمولًا، يمكن أن تبدأ بعض مساعدات التنمية في التدفق.

ويجب أن تكون الخطوة التالية هي عقد مؤتمر تعهدات تدعمه الأمم المتحدة، وقد كتبت إلى كل من وزير خارجية المملكة المتحدة ورئيس الاتحاد الأوروبي أطلب منهما المشاركة في عقده، إذ تمتلك دول الخليج، المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة، الأموال، وقدمت عروضًا لتقديم المساعدة، لكنها تخشى رد فعل أمريكيا عنيفا.. ومن الناحية الواقعية، فإن الأمر يتطلب من الولايات المتحدة وقف هذا المأزق وإنهاء دورة الجوع والموت.. ولكن إدارة ظهورنا الآن للأفغان في الوقت الذي تشتد فيه حاجتهم ستكون بمثابة إهانة أخيرة لنا، وستكون بمثابة وصمة عار على جبين العالم الحر إلى الأبد.

ترجمة: المصري اليوم 

شاهد أيضاً

مع ترمب… هل العالم أكثر استقراراً؟

العربية- محمد الرميحي الشرق اليوم– الكثير من التحليل السياسي يرى أن السيد دونالد ترمب قد …