الرئيسية / مقالات رأي / صوت السلام في مجلس الأمن

صوت السلام في مجلس الأمن

افتتاحية صحيفة “الخليج”

الشرق اليوم – منذ تفجر الأزمة اليمنية، قبل 11 عاماً، كان صوت الإمارات داعياً إلى توحيد الصف والتوافق من أجل الخروج من هذه المحنة التي عمّقها الانقلاب الحوثي وصعدها بعدوانه وانتهاكاته المستمرة ضد المدنيين والأراضي السعودية، وتهديده المتواصل لسلامة الملاحة الدولية في البحر الأحمر، وآخرها بداية هذا الشهر، عندما قامت ميليشياته الخارجة على الشرعية بقرصنة السفينة «روابي» التي ترفع علم الإمارات.

صوت الإمارات الداعي إلى السلام في اليمن سيزداد علواً في المرحلة الراهنة مع تسلم الدولة مقعدها غير الدائم في مجلس الأمن لمدة عامين، ليكون هذا الموقع الدولي الرفيع منصة مثالية لطرح الأفكار البناءة لخدمة الأمن والاستقرار، وهو ما أكدته السفيرة لانا نسيبة، المندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، في الجلسة الخاصة حول اليمن. وقد كانت مناسبة لاستعراض الأزمة مع البحث في الحلول المتاحة لتجاوزها بما يخدم مصلحة الشعب اليمني ويحقق الاستقرار الإقليمي، الذي بات مطلباً دولياً ملحاً غير قابل للتأجيل.

السفينة «روابي» المختطفة مثال حي على المخاطر الناجمة عن تعنت الحوثيين ورفضهم كل سبل السلام ومبادرات إنهاء الحرب، فاستمرار هذا الوضع، يعني أن تهديد الملاحة الكبيرة سيكون كبيراً، إذا لم يكن هناك تحرك دولي رادع من مجلس الأمن المسؤول الأول عن السلام العالمي. ولا شك أن حادثة الاختطاف المشينة قد دقت جرس إنذار في البحر الأحمر، عبرت عنه بيانات الدول الشقيقة والصديقة التي أدانت ذلك الانتهاك بأشد العبارات، وطالبت المجتمع الدولي بالاضطلاع بمسؤوليته الكاملة للإفراج عن هذه السفينة، واتخاذ ما يلزم من إجراءات حتى لا يتكرر العدوان على الممرات البحرية الحيوية.

الطرف الحوثي، الذي زج باليمن في أتون أزمة إنسانية شاملة، مازال يتجاهل نداءات السلام، ويصمم على استمرار الحرب وتصعيد العدوان ضد أبناء شعبه وجيرانه، على الرغم من انتكاساته الميدانية وإزهاقه لأرواح عشرات الآلاف من اليمنيين سواء بالقصف والعدوان أو بالزج بهم في جبهات القتال. ومن دون وعي أو إدراك، يستمر في نزوته الجهنمية، وكأن ما عجز عن تحقيقه طيلة سنوات من النزاع، سيتاح له في مقبل الأيام. 

الحل الموضوعي في اليمن، مشروط بعودة الانقلاب الحوثي عن غيه ويقتنع بأنه ليس بمقدوره أن يستمر في مغامرته غير المحسوبة، بالرهان على نهجه الطائفي وعناصر ميليشياته وطائراته المسيّرة وصواريخه الباليستية، ويكف فوراً عن كل الأعمال العدائية في الداخل واستهداف المملكة العربية السعودية، وتعريض الملاحة الدولية للقرصنة. وبديل ذلك أن ينخرط الحوثيون مع مكونات الشعب اليمني في عملية سلام شاملة لإيجاد حل سياسي للأزمة، وفق المرجعيات المتفق عليها، التي يدعمها «اتفاق الرياض» ومبادرة السلام السعودية، وغيرهما من المساعي الحميدة التي يقودها المبعوث الأممي الجديد هانس جروندبرج.

بعد سنوات من الأزمة، لم يعد بالإمكان في اليمن غير المسار السياسي لطي المأساة المزمنة، وفتح باب السلام، وهو ما لن يعود بالخير والازدهار على اليمن فحسب، بل على المنطقة برمتها، وهذا هو الرهان الحقيقي للاستقرار، وليس الحرب وسفك الدماء.

شاهد أيضاً

مع ترمب… هل العالم أكثر استقراراً؟

العربية- محمد الرميحي الشرق اليوم– الكثير من التحليل السياسي يرى أن السيد دونالد ترمب قد …