الشرق اليوم – حذّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، اليوم الخميس في تصريحات أدلي بها بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، من أن أي مواجهة بين الولايات المتحدة وروسيا ستكون “كارثة” على أوروبا والعالم.
وقال إن “حدوث أي مواجهة ستكون كارثة على أوروبا والعالم.. لقد رأينا تصعيدا للغة الخطاب بين واشنطن وموسكو مؤخرا، وما نحتاجه حاليا هو ضمان إيجاد الظروف الملائمة للسلم والاستقرار في أوروبا”.
ودعا البلدين إلى “ضرورة أن “يجد الحوار الجاري بينهما طريقة تسمح بتهدئة التوتر على حدود أوكرانيا وروسيا وتجنب المواجهة التي ستكون كارثة على أوروبا والعالم”.
الأمم المتحدة وليبيا
من جانب آخر قال غوتيريش، إن الأمم المتحدة “تعمل بشكل مكثف مع الأطراف الليبية من أجل إجراء الانتخابات في بلدهم في أسرع وقت ممكن”.
وأضاف “تعمل مستشارتي الخاصة ستيفاني ويليامز، بكل جد مع الأطراف المعنية في ليبيا بهدف إيجاد الظروف الملائمة لتحريك الأمور قدما إلى الأمام بأسرع ما يمكن”.
وتابع “أصبح لدينا الآن عنصرا إيجابيا يتمثل في أنه بإمكان مجلس النواب الليبي أن ينعقد بكل أعضائه، من كل أنحاء ليبيا وذلك للمرة الأولى منذ سنين عديدة، لتشكيل لجنة تضع خارطة طريق”.
وقال “الآن نعمل معهم (الأطراف الليبية) حتى نضمن أن تسمح هكذا خارطة طريق من إجراء الانتخابات في أسرع وقت ممكن”، وأضاف “أعتقد أنه من الضروري إنشاء مؤسسات شرعية بهذا البلد”.
طالبان والمجتمع الدولي
هذا وأعلن غوتيريش، عن استعداد المنظمة للتعاون مع حركة “طالبان” بأفغانستان، وتقديم الدعم لها.
وقال “الأمم المتحدة على استعداد للتعاون ودعم السلطات الأفغانية حركة طالبان.. ومن الضروري بذل كل جهد لجعل المؤسسات الحكومية شاملة حيث يشعر جميع الأفغان بأنهم ممثلون فيها، مما يعزز الأمن ويواجه الإرهاب”.
وأضاف “بدون مشاركة خلاقة ومرنة وبناءة من قبل المجتمع الدولي، فإن الوضع الاقتصادي في أفغانستان سوف يزداد سوءا، وسينمو اليأس والتطرف”.
وتابع “نحن بحاجة إلى التحرك الآن لمنع الانهيار الاقتصادي والاجتماعي ومنع المزيد من المعاناة لملايين الأفغان”.
وحذر مما أسماه “الكابوس الذي يتكشف الآن في أفغانستان”، مؤكدا أن “الأمم المتحدة في سباق مع الزمن لمساعدة الشعب الأفغاني”.
وأردف “قبل يومين فقط، أطلقت الأمم المتحدة أكبر نداء إنساني لنا على الإطلاق، وعكس حجم النداء حجم اليأس.. حيث يتم بيع الرضع لإطعام أشقائهم، ويحرق الناس ممتلكاتهم للحصول على التدفئة وفقدت كل سبل العيش في جميع أنحاء البلاد”.
وأوضح أن “العمليات الإنسانية بحاجة ماسة إلى المزيد من الأموال، ولمزيد من مرونة القواعد والشروط التي تمنع استخدام الأموال لإنقاذ الأرواح “.
وقال “يجب تعليق مثل هذه القواعد في الحالات الطارئة كما يجب السماح للتمويل الدولي بدفع رواتب موظفي القطاع العام ومساعدة المؤسسات الأفغانية على توفير الرعاية الصحية والتعليم والخدمات الحيوية الأخرى”.
ورحب غوتيريش بـ”اعتماد مجلس الأمن قرار الاستثناء الإنساني الذي يوفر للمؤسسات المالية والجهات الفاعلة التجارية الضمانات القانونية للتعامل مع موظفي الإغاثة الإنسانية دون خوف من انتهاك العقوبات”.
وأكد أن “الأمم المتحدة من جانبها اتخذت خطوات لضخ السيولة في الاقتصاد” مشددا على أن “بدء تشغيل النظام المصرفي أمر ضروري لتجنب الانهيار الاقتصادي وتمكين العمليات الإنسانية”.
وأضاف “يجب علينا أن نفعل المزيد لضخ السيولة بسرعة في الاقتصاد وتجنب الانهيار الذي من شأنه أن يؤدي إلى الفقر والجوع والعوز للملايين”.
وتابع أن “البنك الدولي يدير حاليا صندوقا استئمانيا لإعادة الإعمار لصالح أفغانستان حيث قام البنك في الشهر الماضي بتحويل 280 مليون دولار من الصندوق لصالح عمليات منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) وبرنامج الغذاء العالمي في أفغانستان”.
واستطرد قائلا “الأمم المتحدة في أفغانستان على استعداد للعمل مع الدول الأعضاء لوضع أنظمة خاضعة للمساءلة من شأنها أن تمكن الأموال من الوصول إلى الشعب الأفغاني الأكثر احتياجًا ، وضمان عدم تحويل هذه الأموال (إلى طالبان)”.
وناشد “قيادة طالبان الإقرار بحقوق الإنسان الأساسية للنساء والفتيات وحمايتها في جميع أنحاء أفغانستان” مؤكدا أنه “لا يمكن لأي دولة أن تزدهر بينما تنكر حقوق نصف سكانها”.
المصدر: الأناضول