By: Jean Guisnel
الشرق اليوم – قالت مجلة لوبوان الفرنسية إن الشخصية الثانية في وزارة أمن الدولة وزعيم المخابرات الصينية دونغ جينغوي اختفى منذ عام بعد رحلة من هونغ كونغ إلى كاليفورنيا في 21 فبراير/شباط 2021، وتساءلت: هل انشق رجل المخابرات والتحق بالعدو الأميركي كما تقول بعض الشائعات؟ مؤكدة أن من يعرف الحقيقة يبدو أنه لم يقرر حتى الآن الكشف عنها.
وأوضحت المجلة أن الحرب الباردة عودت الناس على الحديث عن الانشقاق ووجود الأسرار والتسميم ونشر الأكاذيب وتوجيههم إلى خيوط كاذبة، وأن الجديد هو الاستخدام المكثف لوسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما قامت به بكين لتنكر -دون إقناع- انشقاق جينغوي والتحاقه مع كنز المعلومات الذي يعرفه عن كوفيد-19 بالعدو الأميركي.
إن أجهزة الاستخبارات ومكافحة التجسس تلعب دورا رئيسيا في فترة التوتر الدولي الجديدة التي دخل فيها العالم، خاصة إذا كانت تابعة لإحدى الدول التي تتموضع في طليعة الأزمة، لأنها في مثل هذه الأحوال تزود القادة بنوايا منافسيهم أو حلفائهم، وبالتالي لا بد من حمايتهم من هجمات العدو، خاصة إذا كان مثل بكين.
معلومات عن كوفيد-19
إن دونغ جينغوي ليس غريبا على أجهزة مكافحة التجسس الفرنسي، إذ أشار إليه الصحفي والكاتب روجي فاليغو في كتابه “المخابرات الصينية” قائلا إنه في عام 2008 عندما كان مسؤولا وزارة أمن الدولة في منطقة هوبي أشرف على عمليات التجسس في فرنسا، وأن قضية عميلي إدارة الأمن الخارجي الفرنسي المدانين بالتجسس لصالح الصين يمكن ربطها بانشقاقه المحتمل.
أما الآن فإن خفايا اختفاء جينغوي الغريب لا تزال في طور الشائعات، بما في ذلك أن الجاسوس الصيني قد وصل إلى الولايات المتحدة بمعلومات قيمة عن انتشار كوفيد-19 من مختبر “P4” (بي 4) في معهد ووهان لعلم الفيروسات كما يقول فاليغو الذي يتحدث ويقرأ ويكتب الصينية، والذي كان يتابع جينغوي خطوة بخطوة منذ سنوات قبل فترة طويلة من اختفائه.
ويقول فاليغو إنه من حقنا أن نتساءل عن العناصر التي كانت لدى دونغ جينغوي في ما يتعلق “بكون ووهان أصبحت مركزا للبحث المزدوج حول الفيروسات يرأسه جيش التحرير الشعبي الصيني”.
ويضيف أن “كثيرا من العناصر بعد نهاية كتابة كتابي جعلتني أعتقد أن خطأ في التعامل قد حدث بسبب تضخم النشاط في المنشأة، وهو ما يفسر سبب اختفاء الشهود العلميين المثيرين للاهتمام”.
الحرب السيبرانية
ومن المعلوم أن المخابرات الصينية عدوانية بشكل خاص في الحرب الإلكترونية، ولذلك فإن فكرة كون القراصنة الصينيين يمكن أن يتصرفوا بشكل مستقل عن السلطة محض خيال، وذلك يشمل القضية المدوية المتعلقة باثنين من القراصنة الصينيين، وهما لي شياويو ودوبغ جيجي المتهمان بمحاولة اختراق الشركات الغربية العاملة على كوفيد-19 في أوروبا وآسيا، وكذلك اختراق الشركات العاملة لصالح الجيوش الأميركية.
وأشار فاليغو إلى أنهما كانا يتصرفان بالاشتراك مع مكتب وزارة أمن الدولة في كانتون، وهذه شهادة مهمة من مؤلف معترف به دوليا، لمعرفته العميقة بالمخابرات الصينية عن طريق بحثه المستمر في الصحافة الصينية عبر الإنترنت، فضلا عن زياراته واتصالاته هناك، وقد يجد الباحثون في كتابه القائمة الكاملة لأجهزة المخابرات الصينية التي كانت موجودة من عام 1949 إلى عام 2021 مع أسماء قادتها بالحروف اللاتينية والصينية.
ترجمة: الجزيرة