الشرق اليوم- اجتمع مسؤوليون من حركة طالبان مع ممثلين عن المعارضة الأفغانية المسلحة قبل أيام في إيران.
ومنحت طالبان مجموعات المعارضة المسلحة حق العودة الآمنة للبلاد، وفقا للصحيفة الأمريكية التي أكدت أن هذا الاجتماع هو التعامل الأول بين الحركة الحاكمة في كابل وتحالف المليشيات المحلية التي انتفضت بعد وصول طالبان للسلطة منتصف أغسطس الماضي.
ومع ذلك، رفض متحدث باسم جماعات المقاومة بغضب تحرك طالبان، قائلا: إن الاجتماعات “لم تحقق شيئا” ووصف طالبان بأنها نظام استبدادي يعارض حقوق الإنسان والحريات.
وقال: إن طالبان ليست جادة في معالجة مخاوف الجماعات المعارضة التي ستستمر في القتال، بحسب سجبة الله أحمدي.
وقال أحمدي لقناة “بي بي سي” الفارسية في مقابلة، الاثنين: “حاولنا ترك الباب مفتوحا. كانت طالبان تعتقد أننا سنوقف مقاومتنا إذا عرضوا علينا الوزارات والمحافظات والسفارات. مقاومتنا ليست للمشاركة في حكومة استبدادية. مقاومتنا لشعب أفغانستان”.
بعد استيلاء طالبان على السلطة، قاد مسعود، نجل الزعيم الراحل المعارض لطالبان، أحمد شاه مسعود، تمردا عنيفا استمر لمدة شهر في وادي بنجشير شمال شرق كابل، والتي كانت معقلا للمعارضة المناهضة لطالبان منذ أواخر التسعينيات.
جاء الاجتماع غير المعلن في الوقت الذي سلط فيه هجومان عنيفان في أفغانستان خلال عطلة نهاية الأسبوع – تفجير مميت في إقليم نانجارهار الشرقي واشتباكات ليلية مطولة في كابل – الضوء على التهديدات المستمرة لحكم طالبان من مصادر مختلفة.
في المقابل، قال نائب المتحدث باسم طالبان، بلال كريمي، في تغريدة الاثنين، إن اثنين من كبار قادة الميليشيات الأفغانية، إسماعيل خان من مقاطعة هرات الغربية وأحمد مسعود من إقليم بنجشير الشمالي، التقيا مع وزير خارجية طالبان بالوكالة، أمير خان متقي، ومسؤولين آخرين.
وقال متقي في تصريحات مباشرة لوسائل إعلام إيرانية: إنهم التقوا بالزعماء والأفغان الآخرين الذين فروا من البلاد.
وقال في تسجيل مصور نشر على تويتر بواسطة متحدث باسم طالبان: “أعطيناهم تأكيدات بأن الجميع يمكن أن يعودوا إلى أفغانستان دون أي قلق”.
وأضاف: “نحن لا نتسبب في مشاكل أمنية لأي شخص … الجميع مرحب بهم للعودة والعيش في وطنهم”.
والسبت، كان وزير خارجية طالبان يزور إيران لبحث ملف اللاجئين الأفغان والأزمة الاقتصادية المتنامية، في أول زيارة من نوعها للبلد المجاور منذ استيلاء الحركة المتشددة على السلطة بأفغانستان.
وقال المتحدث باسم وزارة خارجية طالبان، عبدالقهار بلخي، على تويتر: إن “الزيارة تهدف لإجراء محادثات في قضايا سياسية واقتصادية وعبور اللاجئين بين أفغانستان وإيران”.
وفي حين كانت لفتة قادة طالبان بالسفر إلى إيران والالتقاء بخصومهم المحليين المسلحين رائدة كما تقول “واشنطن بوست”، قال أحد الحاضرين من جانب المقاومة إن الأجواء السائدة في المحادثات التي عقدت يومي السبت والأحد تشير إلى “المرونة” من جانب مسؤولي طالبان.
إلى ذلك، قال مايكل كوجلمان، الخبير في شؤون المنطقة بمركز ويلسون، “من خلال مد غصن الزيتون إلى مسعود، فإن طالبان ترسل رسالة تشير إلى رغبتها في التوافق مع شخصية مقاومة رئيسية” بهدف العمل “على إضعاف احتمالات معارضة مسلحة أوسع”.
لكن كوجلمان توقع أن تستمر طالبان في الكفاح من أجل الحصول على الشرعية المحلية، “مما قد يؤدي إلى ظهور معارضة مسلحة أقوى”.
من جانبه، قال المتحدث باسم المقاومة أحمدي إن طالبان لديها دوافع أخرى، مثل محاولة الحصول على اعتراف رسمي من قادة إيران المجاورة ومحاولة حل التوترات الداخلية بين الفصائل المعتدلة والمتطرفة داخل قيادتها.
وفي هذا الصدد، قال الناطق باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، في مؤتمر صحافي هذا الأسبوع، “اليوم، لسنا على وشك الاعتراف (بحكومة طالبان)”.
من ناحيته، قال المعارض، حسام الدين شمس، لوسائل الإعلام الإيرانية، إن وفد طالبان والمعارضة ناقشا قضايا جوهرية، بما في ذلك حقوق المرأة، وحرية التعبير، والحقوق الديمقراطية والحكم الشامل.
في الأسابيع الأخيرة، فرضت طالبان مزيدا من القيود على حقوق المرأة، وأغلقت العديد من المؤسسات الديمقراطية وأعلنت أنها لن تسمح لأي مسؤول حكومي سابق بالانضمام إلى مجلس الوزراء.
المصدر: الحرة