الرئيسية / مقالات رأي / The Times: تتجاذبها روسيا والصين ونخبها المتناحرة.. إلى أين تتجه كازاخستان؟

The Times: تتجاذبها روسيا والصين ونخبها المتناحرة.. إلى أين تتجه كازاخستان؟

الشرق اليوم – قالت صحيفة “تايمز” البريطانية في افتتاحيتها إنه من غير المرجح أن تتحول احتجاجات كازاخستان -التي اندلعت الأسبوع الماضي- إلى ربيع ديمقراطي، ولا يتوقع أن تكون بداية النهاية المنتظرة للحكم الاستبدادي في تلك الدولة الضخمة الغنية بالمعادن والواقعة بين روسيا والصين.

إن الرهان الأهم هو عما إذا كانت كازاخستان ستصبح كرة تتدافعها الصين وروسيا في صراعهما على النفوذ في آسيا الوسطى. كلا البلدين يشارك بشكل وثيق في حكم كازاخستان، حيث أن الرئيس السابق نور سلطان نزارباييف، سعى إلى الحصول على قدر أكبر من الاستقلال عن موسكو، ورحب بالتعاون الاقتصادي مع بكين.

وحتى عندما تنحى عن منصبه كرئيس للدولة احتفظت عائلته والمقربون منه بالسيطرة على جزء كبير من ثروات البلاد، واحتفظ هو بالسلطة على الأجهزة الأمنية.

ونظرا إلى أن كازاخستان تخرج منها 40% من إمدادات اليورانيوم في العالم فهي بلد بالغ الأهمية لمبادرة الحزام والطريق التجاري الصيني الطموح.

كما أن هذا البلد يزود الصين بخُمس وارداتها من الغاز ويبيعها أيضا النفط والنحاس.

إن عائلة نزارباييف ظلت تستفيد جزئيا من حماية رئيس جهاز المخابرات، وهو ضابط سابق في المخابرات السوفياتية وتعلّم لغة الماندرين في بكين.

والآن، بعد أن تم اتهام ضابط الشرطة السرية السابق المذكور بالخيانة وتم إعفاء نزارباييف من مسؤولياته الأمنية وتوارى عن الأنظار يمكن أن نفترض أن الكرملين كان يمسك الخيوط في انقلاب يسمح له باقتلاع أي اتجاه مؤيد للصين في الأوليغارشية الكازاخستانية.

أو على أقل تقدير لقد قفز الكرملين لاستغلال الأزمة، أما الصين فلها حساباتها الخاصة مع القيادة الكازاخستانية، حيث ترى أنها متعاطفة إلى حد كبير مع الإيغور المضطهدين عبر الحدود في مقاطعة شينجيانغ الصينية.

إن بكين -للسبب الآنف الذكر- ربما رأت انقلابا يختمر ولم تفعل شيئا لإيقافه، أما نخب كازاخستان -التي تتوجس من جيرانها الأقوياء- فإنها تكافح كما حال الناس العاديين في الشوارع.

وبغض النظر عن الخلفية الحقيقية للتوتر والفوضى التي تعاني منها كازاخستان فمن الواضح أن موسكو وبكين تشاركان الآن في نسختهما الخاصة من اللعبة الكبرى التي شهدها القرن الـ19.

إن روسيا والصين تتنافسان على المكاسب في آسيا الوسطى، ليس فقط من أجل الوصول إلى الطاقة، ولكن أيضا لتأسيس موطئ قدم أكثر ثباتا في المنطقة التي تعرف اليوم باسم أوراسيا.

هذه المنطقة أصبحت منذ انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان حساسة من الناحية الإستراتيجية، كما أنه ثمة فراغا ينتظر أن تملأه قوة إقليمية كبيرة.

أما بالنسبة للكازاخيين المحتجين -الذين أنهكهم ارتفاع أسعار الوقود وتقلص الحريات- فإنهم يجدون أنفسهم لاعبين ثانويين، وقد تم القبض على أكثر من 6 آلاف شخص، وورد أن أكثر من 160 آخرين لقوا حتفهم لكن “الكازاخيين يستحقون أفضل من ذلك بكثير”.

ترجمة: الجزيرة 

شاهد أيضاً

حكومة نتنياهو..تأزم داخلي وتجاذب خارجي

العربية- طارق فهمي الشرق اليوم– تواجه الحكومة الإسرائيلية أزمة جديدة متعلقة بتسريب معلومات أمنية تورط …