بقلم: ويل أوريمس – صحيفة “الاتحاد”
الشرق اليوم – تستيقظ على نائبك في الكونجرس وهو يغرد قائلاً «gm» – وهي تحية «صباح الخير» التي تميز شخصاً باعتباره من المتحمسين للعملات المشفرة.
وقام أحد نجوم الرياضة في مسقط رأسك بتغيير الشعار الخاص به إلى صورة «القرد الممل»، وهي رموز لحالة تستند على البلوكشين (سلسلة الكتل)، والتي بيعت بأكثر من مليون دولار.
ويقول قريبك في السلفادور، إن عملة البيتكوين هي عملة قانونية هناك ويريد معرفة ما إذا كان بإمكانك إرسال الأموال إلى محفظة تشيفو الخاصة به من الآن فصاعداً.
وتطلق ميلانيا ترامب منصة للرموز غير القابلة للاستبدال (NFT)، بينما تقوم كيم كارداشيان بالترويج لرمز جديد على القصص التي تقوم بنشرها على حسابها على انستجرام. حدثت كل هذه الأشياء في عام 2021. وإذا كنت من غير المتداولين للعملات المشفرة وتأمل أن تنفجر فقاعة العملات المشفرة هذه بالكامل قبل أن تضطر إلى معرفة ما هو البلوكشين، فكيف تقول «DAO» (الهيئة المستقلة اللامركزية) أو «DeFi» (تكنولوجيا أدوات التمويل غير المركزي) أو ما علاقة Web3 (فكرة لتكرار جديد لشبكة الويب العالمية يقوم على أساس اللامركزية بالاعتماد على تقنية البلوكتشين) بالميتافيرس (الواقع الافتراضي). لدي أخبار سيئة لك: لن تستطيع تحقيق النجاح في هذا المجال. على مدار العام الماضي، بدأت العملات المشفرة مثل البيتكوين في اختراق الاتجاه المالي السائد، وأثارت الرموز غير القابلة للاستبدال، التي تعتمد على البلوكشين، تكهنات جامحة حول الفن الرقمي، وغيّر تطبيق فيسبوك اسمه ليصبح «ميتا» للإشارة إلى التركيز على «ميتافيرس» أو الواقع الافتراضي الذي يعتبره مستقبل الإنترنت. في عام 2022، ستصطدم هذه الاتجاهات بتأثير سيكون له صدى بعيداً عن التكنولوجيا والتمويل، حيث تصبح ثقافة التشفير منتشرة في كل مكان لدرجة أنه حتى أولئك الذين يعتقدون أن الأمر برمته عملية احتيال سيضطرون إلى الانتباه. سيجادل المشككون في أن عملة البيتكوين هي كارثة بيئية، وأن العملات البديلة محفوفة بالمخاطر وسيئة التنظيم، وأن Web3 – نسخة أكثر لامركزية من الإنترنت -هي في الغالب دعاية، وأن الميتافيرس يبدو وكأنه كابوس، وأن مشروع التشفير بأكمله لم يثبت بعد أنه قادر على حل مشكلة مجتمعية ملحة لم تكن قابلة للمعالجة بالفعل من خلال وسائل أخرى.
سيقولون إن الأمر برمته عبارة عن فقاعة، ولا بد أن تنفجر. ربما يكونون على حق. لكن في هذه المرحلة، استثمر العديد من الممثلين فيها كثيراً – بما في ذلك رجال الأعمال في وادي السيليكون الذين يقررون المشاريع التي يتم تمويلها -ومن المؤكد أن الفقاعة ستزداد حجماً قبل أن تنفجر. وبحلول الوقت الذي يحدث فيه ذلك، ستكون قد امتصت الكثير من الهواء وأزاحت الكثير مما حولها بحيث تصبح العلامة التي تتركها وراءها لا تمحى. لذا فقد حان الوقت حتى لأولئك الذين يكرهون فكرة العملات المشفرة لمعرفة ما يكفي عنها لتطوير نقد مستنير -والقدرة على التمييز بين تطبيقاتها الجيدة والسيئة. في عام 2022، هناك ما يبرر الشك في العملات المشفرة، لكن الجهل بها لم يعد مبرراً.