الرئيسية / مقالات رأي / ذكرى اقتحام الكونغرس … أميركا أشد انقساماً

ذكرى اقتحام الكونغرس … أميركا أشد انقساماً

بقلم: أسعد عبود – النهار العربي

الشرق اليوم- مرّت الذكرى الأولى لاقتحام أنصار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب مبنى الكابيتول في 6 كانون الثاني (يناير) من العام الماضي، والأميركيون هم أشد انقساماً سياسياً وثقافياً. ولم تعد تعابير مثل الحرب الأهلية أو الانفصال بعيدة من التداول سواء على لسان مسؤولين أو مفكرين وكتاب وصحافيين ومراكز أبحاث.

كثيرون يأخذون على الرئيس جو بايدن أنه لم يفعل شيئاً لمعالجة الانقسام الذي شهدته البلاد عقب الانتخابات الرئاسية عام 2020. وهذا يشير إلى أن العوامل التي تغذي الانقسام تبدو عصية على المعالجة.

للمرة الأولى في تاريخ أميركا الممتد إلى قرنين ونصف قرن من الزمن، يرفض رئيس أميركي التسليم بنتائج الانتخابات ويزعم أنها “سُرقت” منه من دون أن يقدم دليلاً على ذلك. وما يفكر به ترامب يلاقي قبولاً من ثلثي الحزب الجمهوري وبينهم أعضاء بارزون في الكونغرس لا يزالون مقتنعين بـ”سرقة” الانتخابات.

وبعد خروجه من البيت الأبيض لا يزال الرئيس السابق دونالد ترامب الأكثر تأثيراً في الحزب الجمهوري، والكثير من مرشحي الحزب لانتخابات منتصف الولاية التي ستجري في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، يخوضون حملاتهم الانتخابية بوحي من أفكار ترامب، ويحاولون استلهام مواقفه من أجل جذب القاعدة الجمهورية. وهذا بحد ذاته أمر لم يحصل في التاريخ الأميركي، أي أن يكون رئيس سابق يملك هذا النفوذ الواسع على الحزب حتى وهو خارج البيت الأبيض. والأدهى من ذلك، أن قلة من الجمهوريين تجرؤ على المطالبة بالتحرر من ترامب وجعل الحزب أقل تشدداً، لأن من يطالب بذلك سيجد نفسه معزولاً من الغالبية داخل الحزب، كما حصل للنائبة ليز تشيني مثلاً.

وما يبدو انقساماً سياسياً، أسقط حرمة الحديث عن الانفصال. السيناتور الجمهوري تيد كروز تحدث صراحة عن تفضيله انفصال ولايته تكساس عن الاتحاد.

ولفت مقال في صحيفة “الواشنطن بوست” في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، إلى دراسة جديدة تحذر من قرب وقوع حرب أهلية في الولايات المتحدة يبدو أن الشعب غافل عنها، بسبب حال الإنكار التي يعيشها في شأن أزمة الديموقراطية الأميركية، وفق كاتب المقال دانا ميلبانك.

وأشار الكاتب إلى أن معدّة الدراسة باربرا والتر، أستاذة في العلوم السياسية بجامعة كاليفورنيا في سان دييغو، من كبار المتخصصين في دراسة النزاعات في سوريا ولبنان وإيرلندا الشمالية وسري لانكا والفليبين ورواندا وأنغولا ونيكاراغوا وأماكن أخرى، وأنها طبقت التقنيات التنبؤية بنفسها على أميركا. وخلص تنبؤها إلى أن الولايات المتحدة “أقرب إلى الحرب الأهلية أكثر مما يود أي منا تصديقه”. وتوضح البرهان على ذلك بالتفصيل في كتابها “كيف تبدأ الحروب الأهلية” الذي يصدر هذا الشهر.

وفي مناسبة الذكرى الأولى لاقتحام الكونغرس، نشرت صحيفة “الصنداي تايمز” البريطانية تقريراً بعنوان “شبح الحرب الأهلية يطارد أميركا”. وقالت الكاتبة سارة باكستر، إنه في السنة التي تلت أحداث الشغب التي شهدها مبنى الكابيتول، “لا توجد ثقة مشتركة في مؤسسات الولايات المتحدة”، كما يبدو أن الولايات المتحدة “فقدت مراسيها”.

وباعتراف بايدن نفسه في الخطاب الذي ألقاه في مناسبة الذكرى الأولى لاقتحام مبنى الكونغرس، فإن الولايات المتحدة والعالم يعيشان معركة بين الديموقراطية والاستبداد، وقال: “نعيش منعطفاً تاريخياً، سواء في الداخل أو الخارج”.

وليس أدل على الانقسام الأميركي، من أن ترامب وغالبية الجمهوريين يصفون مقتحمي الكونغرس بأنهم “وطنيون” بينما يصفهم الديموقراطيون بأنهم “رعاع”.

وعندما تمضي ولايات يسيطر عليها الجمهوريون في تغيير قواعد التصويت لجهة حرمان الأقليات من امتيازات موجودة في القانون الحالي، فإن ذلك يؤشر إلى حجم المعركة الثقافية – السياسية الدائرة في الولايات المتحدة، والتي من المتوقع أن تشتد بحلول الانتخابات النصفية التي يريدها ترامب محطة لحرمان الديموقراطيين من غالبيتهم الهشة في الكونغرس، وتكون منطلقاً لمعركة إستعادته البيت الأبيض في 2024.

شاهد أيضاً

حكومة نتنياهو..تأزم داخلي وتجاذب خارجي

العربية- طارق فهمي الشرق اليوم– تواجه الحكومة الإسرائيلية أزمة جديدة متعلقة بتسريب معلومات أمنية تورط …