بقلم: د. أيمن سمير – صحيفة “البيان”
الشرق اليوم – عندما سيطرت ميليشيا الحوثي على صنعاء، في 21 سبتمبر 2014، اعتقدت أنها قادرة على فرض سيطرتها وأجندتها على كل البقاع اليمنية، لكن عدن التي تشكل العاصمة المؤقتة للبلاد، مع عدد من المحافظات اليمنية الأخرى، كان لهم رأى آخر، عندما شكلوا «جبهة القلب الصلب» ضد الحوثي، وبدعم من التحالف العربي، وعملية «عاصفة الحزم»، التي انطلقت في فجر 26 مارس 2015، وما تبعها من عملية «إعادة الأمل»، نجح الشعب اليمني في حرمان الميليشيا الحوثية من تنفيذ أجندتها الإرهابية، والتمدد في المحافظات الجنوبية، ومنذ ذلك الوقت، ترسخت «قوة الرفض»، التي باتت تحاصر أوهام المشروع الحوثي في كل مكان من الجغرافيا اليمنية.
وكان تشكيل «ألوية العمالقة»، بمثابة نقلة نوعية واحترافية على طريق هزيمة المشروع الحوثي في اليمن،، لما تتمتع به من قدرة على دحر الحوثيين، كان آخرها نجاح المرحلة الأولى من عملية «إعصار الجنوب»، وتحرير جبل بن عقيل الاستراتيجي، المطل على مركز مديرية عسيلان بشبوة. وتكشف المعارك العنيفة التي خاضتها «ألوية العمالقة» ضد الحوثيين، قدرة الألوية على تحرير التراب اليمني من ميليشيا الحوثي، فكيف يمكن الاستفادة من «ألوية العمالقة»، لإعادة الاستقرار لليمن، وللملاحة الدولية في باب المندب والبحر الأحمر، التي يحاول الحوثيون ابتزاز العالم، عبر زرع الألغام البحرية، وخطف السفن التجارية، والتي تحمل مساعدات إنسانية للشعب اليمني؟
إشادة دولية
الهدف الأول لـ «ألوية العمالقة»، هزيمة الجماعات والتنظيمات الإرهابية في اليمن، بداية من الحوثي، ونهاية بالقاعدة وداعش، ولهذا كانت جهود «ألوية العمالقة» في دحر المجموعات الإرهابية، محل إشادة دولية على أعلى المستويات، منها إشادة الخارجية الأمريكية في 16 ديسمبر الماضي، بالجهود التي تقوم بها «ألوية العمالقة» في تعقب وطرد عناصر القاعدة من عدد من المناطق، ومنذ ما يزيد على 6 سنوات، لم تترك «ألوية العمالقة» موطئ قدم تنعم فيه القاعدة في الأراضي اليمنية، ويتذكر الجميع نجاح «ألوية العمالقة» الكامل، في طرد القاعدة عام 2015، من ميناء المكلا الجنوبي، كما سبق لـ «ألوية العمالقة»، التي بدأت بأربعة ألوية، وأصبحت الآن تتكون من نحو 12 لواء، تضم ما يقارب 30 ألف مقاتل، ولواء خفر السواحل «عمالقة البحار»، أن حررت أجزاء مهمة في منطقة الساحل الغربي، كان أبرزها مدينة وميناء المخا، ضمن عملية «الرمح الذهبي»، والنجاح المذهل لألوية العمالقة، في تحرير مديريات ذو باب والمخا والوازعية، وموزع بمحافظة تعز، ولا يمكن نسيان الشجاعة والبطولات الخاصة في تحرير مديريات الخوخة وحيس والدريهمي والتحيتا بالكامل، وتحرير أجزاء من بيت الفقية في الحديدة، وغيرها الكثير والكثير من المناطق المحررة، وسوف يسجل التاريخ بأحرف من نور دور «ألوية العمالقة»، في دعم انتفاضة قبائل حجور ضد الحوثي، والتي أشاد بها كل اليمنيين الوطنيين في الداخل والخارج. هذه النجاحات وغيرها، التي تسطرها ألوية العمالقة، تدفع بالمجتمع الدولي لاستحداث أدوات ضغط سياسية جديدة على ميليشيا الحوثي لإنهاء الحرب، فالتحالف العربي، يؤكد ليل نهار، أنه مستعد وجاهز لوقف إطلاق النار، في حين لا يزال يعمل الحوثي وفق سيناريو واحد، وهو الحل العسكري، وهو الأمر الذي يؤكد أن «ألوية العمالقة»، سوف تشكل «الرقم الصعب» في معادلة تحرير الأراضي اليمنية، والتي تعمل الآن في جميع الجبهات، خاصة في شبوة ومأرب.