بقلم: باتريك هيلي
الشرق اليوم- تساءل مقال عن ما أهم الأحداث التي وقعت عام 2021؟ موجه لمجموعتي نقاش مختلفتين للغاية من الناخبين.
وذكر الكاتب: أن القصد من هذا السؤال الواسع هو معرفة ما الذي كان يشغل بال هاتين المجموعتين المنفصلتين -9 ديمقراطيين و8 جمهوريين من جميع أنحاء البلاد- الذين أُخبروا بأن المناقشات ستركز على هجوم السادس من يناير 2021 على مبنى الكابيتول ومجلس النواب.
وبعفوية، بدأ الديمقراطيون بالإجابات التالية: “مبنى الكابيتول في يناير، قطعا، بالتأكيد”. وبدأ الجمهوريون بهذه الإجابات: “اللقاح؛ المزيد والمزيد من الناس يتلقون التطعيم. بدأ الاقتصاد يتدهور؛ سعر كل شيء في ارتفاع”.
وأشار الكاتب إلى أنه لم يتوقع هو ومنسق مجموعة النقاش الديمقراطية أن يثير المشاركون (وغيرهم ممن حذا حذوهم) مسألة هجوم الكابيتول على الفور، نظرا لكل الأخبار والتحديات التي شهدها عام 2021.
وعلى الرغم من أن الكاتب لم يتفاجأ من أن بعض المشاركين من الجمهوريين عندما سألهم منسق المجموعة عن ردود أفعالهم في كلمة واحدة على “أحداث السادس من يناير “، قالوا إنهم يعتقدون أن الأمر “مبالغ فيه” و”محرف”، فإنه تفاجأ من أن جمهوريين آخرين تحدوا العقيدة الترامبية (نسبة للرئيس السابق دونالد ترامب) وردوا بقولهم “مخيفة” و”بالتأكيد ترامب”.
وعلق الكاتب بأن تلك اللحظات الأولى لمجموعتي النقاش كانت بمثابة تذوق للآراء غير المتوقعة والكاشفة والمتباينة التي ظهرت على مدار المناقشات. وباستخدام الأسئلة نفسها تقريبا لكل مجموعة، اتضحت بعض الانقسامات الحزبية التي يمكن التنبؤ بها، ولكن اتضح أيضا بعض التداخل.
فليس الجمهوريون فقط -بل الديمقراطيون أيضا- كان لديهم بعض التعاطف مع بعض الأمريكيين الذين اقتحموا مبنى الكابيتول، إذ رأوهم أشخاصا عاديين لديهم إحباطات حقيقية ومفهومة من “النظام”. ومع أن المتمردين تمادوا في الأمر، لكن إحباطهم من الأحزاب ومن واشنطن بدا واضحا لبعض الديمقراطيين.
ليس الجمهوريون فقط -بل الديمقراطيون أيضا- كان لديهم بعض التعاطف مع بعض الأمريكيين الذين اقتحموا مبنى الكابيتول، إذ رأوهم أشخاصا عاديين لديهم إحباطات حقيقية ومفهومة من “النظام”. ومع أن المتمردين تمادوا في الأمر، لكن إحباطهم من الأحزاب ومن واشنطن بدا واضحا لبعض الديمقراطيين
وبسؤال المجموعتين عن صحة الديمقراطية الأمريكية، كان هناك كثير من الانقسامات. فقد صنفها الديمقراطيون إلى حد كبير على أنها “في حالة حرجة”، في حين مال الجمهوريون إلى حد كبير بين “ضعيفة” و”متوسطة”. وكان العديد من الديمقراطيين يركزون في إلقاء اللوم على نظام الحكومة والسياسة في أميركا وأنها تسببت في حالة الديمقراطية وأحداث السادس من يناير/كانون الثاني، وكان هناك توق شديد بينهم من أجل إحداث تغيير جذري، أي إدخال تعديلات على الدستور وإلغاء الهيئة الانتخابية وتحديد مزيد من الحدود والضغط من أجل الإصلاح.
وبالنسبة لبعض الجمهوريين، جاء التهديد للديمقراطية بصورة أكبر من التفويضات الحكومية والتوجيهات بشأن كوفيد-19، وادعاء -لا أساس له- أن الديمقراطيين سيستخدمون الوباء للضغط من أجل المزيد من التصويت البريدي عام 2024. ولكن كان هناك أيضا استياء من قادة حزبهم. فقد كان الجمهوريون محبطين من مسؤولي الحزب الذين اعتبروهم مدفوعين بمصالح شخصية بحتة.
ومن جانبهم، شعر العديد من الديمقراطيين أن جماعات الضغط والمصالح المالية أحكموا قبضتهم على واشنطن، وشعروا بالإحباط؛ لأن المسؤولين عن أحداث السادس من يناير لم يقدموا إلى العدالة. ومع أن معظم المشاركين في مجموعة نقاش الديمقراطيين صوتوا للرئيس بايدن في عام 2020، لكن حتى الآن واحدا فقط أراد أن يترشح بايدن مرة أخرى عام 2024.
وأشار الكاتب إلى أن 5 من الجمهوريين -الـ8 المشاركين في مجموعة النقاش- لا يريدون لترامب أن يترشح مرة أخرى. وأحد الأمور المشتركة المثيرة للاهتمام هي أن العديد من الديمقراطيين أشادوا بتصرفات مايك بنس نائب الرئيس السابق في أحداث السادس من يناير ، وكان الجمهوريون أقل حدة تجاهه، مما كان عليه ترامب في بعض الأحيان.
واختتم الكاتب مقاله بأنه سواء رأى الفريقان يوم السادس من يناير “مجرد يوم آخر” أو مثل “الحرب الأهلية”، فقد كان هناك يوم ثابت يمر عبر خط الوحدة بين الفريقين، ألا وهو أن الاهتمام والقلق بشأن مستقبل أمريكا وعدم اليقين بشأن ما ستجلبه الانتخابات الرئاسية لعام 2024 هو واحدة من العديد من القضايا التي ستُكتشف في مجموعات النقاش المستقبلية.
ترجمة: الجزيرة