الرئيسية / مقالات رأي / حكومة الأغلبية الوطنية خيار تاريخي

حكومة الأغلبية الوطنية خيار تاريخي

بقلم: عبد الحليم الرهيمي – وكالة الأنباء العراقية “واع”

الشرق اليوم – إطلاق التيار الصدري وزعيمه السيد مقتدى الصدر لحكومة الأغلبية الوطنية كهدف سياسي كبير لتشكيل الحكومة المقبلة، يشكل نقطة انعطاف تاريخية مهمة في مسار النظام السياسي القائم.

ولن يكون من المبالغة القول إن هذا الهدف والسعي الجاد لتحقيقه إنما حظي ويحظى برضا وتأييد غالبية الشعب العراقي بكافة انتماءاته التي عبرت عن ذلك بمختلف التعبيرات وخاصة خلال انتفاضة تشرين 2019 بأهدافها وشعاراتها الداعية للتغيير والإصلاح الجذري في الأوضاع العامة في البلاد.

إن تأكيد السيد مقتدى وإصراره على تشكيل حكومة الأغلبية الوطنية أو الذهاب إلى المعارضة يعني التعبير بقوة عن نبض وإرادة غالبية العراقيين الذين يرون في هذه الدعوة توفر إمكانية حقيقية لوضع العراق على سكة التغيير والاصلاح الحقيقيين ، وإن هذه الحكومة إذا ما تشكلت على هذا الأساس فعلاً وتجاوز كل المعوقات والاعتراضات عليها ستشكل الخيار الوطني التاريخي الوحيد لإخراج العراق وشعبه من عنق الزجاجة والاختناق الذي وضعته فيه الطبقة السياسية العاجزة والفاشلة والتي توجه لمعظمها تهم الفساد والإضرار بمصالح الشعب العراقي والعراق في الوقت نفسه.

وبالطبع، فإن الاستنتاج والتأكيد على الأهمية الوطنية والتاريخية لخيار حكومة الأغلبية الوطنية إنما يتجسد بالتالي: أولاً: إنهاء حقبة تشكيل الحكومات، منذ العام 2006، على أساس المحاصصة الطائفية والعرقية التي تحولت بموجبها عملية التحاصص على نهب المال العام ولتحقيق المصالح الحزبية والفئوية والشخصية والتي أدت إلى دمار وخراب العراق وإفقار شعبه.

ثانياً: توفر الامكانية الكبيرة والمهمة لوضع العراق وشعبه – كخطوة أولى على سكة التغيير والاصلاح المطلوبين وتحقيق مصالح الشعب وبناء مؤسسات الدولة على أسس وطنية وعصرية، وبما يساعد في توفير الأسس الحقيقية لنظام ديمقراطي حقيقي.

أما الاعتراضات والمساعي المحمومة التي جرت وتجري لعرقلة أو تجويف مضمون حكومة الأغلبية الوطنية بـ (التشاركية الوطنية، الشراكة الوطنية الشاملة).. وغير ذلك، فهي لم تقتصر على الجماعات والكتل التي خسرت في الانتخابات، إنما ايضاً معظم الذين كانوا يرفعون شعارات معارضة حكومات المحاصصة ويدعون لحكومات (عابرة) للطائفية والعنصرية وشبابية لكنهم الان يعتقدون ان مصالحهم ستضرر إذا ما تشكلت حكومة الاغلبية الوطنية فعلاً.

صفوة القول إن الإصرار على تشكيل مثل هذه الحكومة، وعدم التراجع مهما كانت المساعي السلبية ضدها، إنما يشكل فعلاً، الخيار الوطني التاريخي الوحيد في هذه المرحلة.

شاهد أيضاً

مع ترمب… هل العالم أكثر استقراراً؟

العربية- محمد الرميحي الشرق اليوم– الكثير من التحليل السياسي يرى أن السيد دونالد ترمب قد …