الرئيسية / مقالات رأي / التوسع الرأسمالي وتطور نزعته العسكرية

التوسع الرأسمالي وتطور نزعته العسكرية

بقلم: لطفي حاتم – المدى العراقية

الشرق اليوم– يتميز أسلوب الإنتاج الرأسمالي بحركته التوسعية حيث يتعذر نمو راس المال دون توسعه المستمر الذي أصبح قانونا ملازما لتطوره.

– تتلازم حركة رأسمال التوسعية والنزعة التدخلية في الشؤن الوطنية المرتكزة على مساعي السيطرة الدولية المنبثقة من روح المنافسة الرأسمالية المرتكزة على استغلال الدول الوطنية وثرواتها الطبيعية.

– انطلاقاً من قانون المنافسة الرأسمالية أسعى الى متابعة تطور النزعة العسكرية المترابطة ومراحل تطور أسلوب الإنتاج الرأسمالي وسماتها التوسعية التاريخية.

أولا – المنافسة الرأسمالية والنزعة العسكرية.

ثانيا – الرأسمالية الاحتكارية وروحها العسكرية.

ثالثا- انهيار النموذج الاشتراكي والرأسمالية المعولمة.

أولا – المنافسة الرأسمالية والنزعة العسكرية.

– بعد هيمنتها السياسية على سلطة الدول السياسية سعىت البرجوازية الظافرة الى التوسع خارج حدودها الوطنية عبر المنافسة الرأسمالية المرتكزة على:

– حروب السيطرة الدولية.

– تميزت مرحلة المنافسة الرأسمالية باندلاع النزاعات بين الدول الرأسمالية المتطورة حول الهيمنة العالمية وما رافقها من توتر الروح العسكرية واشتداد الصراعات الدولية والحروب الأهلية.

– الحرب العالمية الأولى وإعادة اقسام العالم.

– توجت مرحلة المنافسة بين الدول الرأسمالية بالحرب العالمية الأولى التي أعادة اقتسام العالم بين الدول المنتصرة وتأثيرات ذلك على تطور السياسة الدولية.

– الهيمنة الاستعمارية.

-افضت الحرب العالمية الأولى الى اقتسام الامبراطوريات المنهارة العثمانية – النمسا – المجر وتحويل (اقاليمها) الى دول ذات سيادة شكلية لغرض استغلال أسواقها الوطنية وثرواتها الطبيعية.

– تنامي الحركات الشعبية.

– ساعدت نتائج الحرب العالمية الأولى على انتصار ثورة اكتوبر الاشتراكية وظهور الحركات الشعبية المناهضة للهيمنة الأجنبية والساعية الى بناء دول وطنية مستقلة.

ثانيا – الرأسمالية الاحتكارية وروحها العسكرية.

– عملت الحرب العالمية الاولى على تسريع تطور الروح العسكرية حيث اغتنت مرحلة ما بعد الحرب بسمات جديدة أهمها –

— انقسام العالم الى نموذجي للتطور الاجتماعي اشتراكي – رأسمالي بعد انتصار ثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى.

– تزاوج الدولة الرأسمالية المتطورة والاحتكارات الاقتصادية الكبرى وما رافقها من اشتداد حركة التحرر الوطني العالمية وظهور دول مستقلة جديدة.

– اصبحت التناقضات الدولية الرئيسية بين روسيا السوفيتية وحركات التحرر الوطنية من جهة والدول الرأسمالية الاحتكارية من جهة آخري.

– تنامي الروح العسكرية في الدول الرأسمالية الاحتكارية نتج عن كثرة من العوامل تتصدرها (أ) اندماج الشركات الاحتكارية بالدولة الرأسمالية واعتماد المؤسسة العسكرية أداة للسيطرة الدولية. (ب) تجذر روح المنافسة بين الدول الرأسمالية الكبرى. (ج) تنامي الفاشية الألمانية واعتبارها فصيلا هجومياً للرأسمال الاحتكاري المسلح. (د) محاولات الدول الرأسمالية الكبرى القضاء على دولة روسيا السوفيتية.

– اشتداد الروح العسكرية في المرحلة الاحتكارية ترابط وسعي الفاشية الألمانية بالقضاء على الدولة السوفيتية فضلا عن طموحها بتحطيم الدول الرأسمالية الكبرى بسبب هزيمتها في الحرب العالمية الأولى وما نتج عن ذلك من عقوبات مالية أعاقة تطور البرجوازية الألمانية.

-الحرب العالمية الثانية وانقسام العالم الى معسكرين.

افضت الروح الحربية للفاشية الألمانية الى عسكرة العلاقات الدولية وما نتج عن ذلك من تحالف بين الفاشية الألمانية – النازية الايطالية والعسكرية اليابانية لغرض احتلال العالم وتقاسم ثرواته الدولية بين الأقطاب المتحالفة.

-بالضد من ذلك نشا تحالف دولي بعد اندلاع الحرب بين الدول الرأسمالية الكبرى والاتحاد السوفيتي لغرض تشكيل جبهة دولية ديمقراطية مناهضة للعسكرة والعدوان، متلازمة ومساعي الدول الرأسمالية الليبرالية الهادفة الى اضعاف دور الاتحاد السوفيتي في السياسة الدولية.

– انتصار الاتحاد السوفيتي في الحرب الوطنية العظمى أدى الى نشوء منظومة الدول الاشتراكية ونهوض حركة التحرر الوطني العالمية وتحالفها مع الدول الاشتراكية.

– ادى ظهور منظومة الدول الاشتراكية وتحالفها مع حركة التحرر الوطني العالمية الى انقسام العالم الى نموذجي للتطور الاجتماعي رأسمالي – اشتراكي.

– انقسام العالم الى نموذجي للتطور الاجتماعي أفضى الى انقسام السياسة الدولية وتسارع سباق التسلح الدولي فضلاً عن اشتداد التدخلات الدولية واثارة الحروب الاهلية في الدول الوطنية.

ثالثا- انهيار التطور الاشتراكي والرأسمالية المعولمة.

أ –انهيار الاتحاد السوفيتي والتغيرات الدولية.

– الصراع السياسي بين النظامين الاجتماعيين ادى الى سباق دولي للتسلح وما نتج عن ذلك من تغيرات سياسية اجتماعية في كلا النظامين الاجتماعيين تمثلت ب-

1. أدى العسكرة وسياسة الدفاع عن الدول الاشتراكية الى تغيرات سياسية – طبقية واسعة في التشكيلات الاجتماعية الاشتراكية.

2.ظهور طبقات بيروقراطية في التشكيلات الاجتماعية الاشتراكية تحكمت بنهوج البلاد السياسية – الاقتصادية.

3.تنامي طبقة (اممية) في الدول الرأسمالية افرزتها سياسة الاندماج بين الاحتكارات الاقتصادية الدولية.

4.تدخل دول الرأسمالية العالمية في النزاعات الوطنية بهدف مساعدة طبقات فرعية في الحروب الأهلية.

5.عمدت الدول الرأسمالية الى تقاسم أعباء تحالفاتها العسكرية بعكس الاتحاد السوفيتي الذي تحمل بمفرده المساعدات الاقتصادية – السياسية لحلفائه الدوليين.

ان التغيرات الاجتماعية السياسية في التشكيلات الاجتماعية الاشتراكية والتغيرات الدولية افضت الى انهيار نموذج التطور الاشتراكي.

ب – الرأسمالية المعولمة والتحالفات الدولية.

– افضى انهيار نموذج التطور الاشتراكي وسيادة رأس المال المعولم الى نشوء تحالفات دولية عديدة أهمها تتمثل ب-

أ- تعاون صيني – روسي أخذاً في التطور الى تحالف عسكري بين البلدين ردا على الأنشطة الحربية للتحالف الأطلسي في السياسة الدولية.

ب- محاولة تشكيل قوة عسكرية اوربية خاصة بهدف التدخل في النزاعات الدولية والوطنية وما يحمله ذلك من انقسام حلف الأطلسي.

ج- بناء تحالفات عسكرية دولية جديدة مثل تحالف الاوكوس فضلاً عن هيمنة الولايات المتحدة على التحالف الأطلسي وتشجيع دولا جديدة للانضمام اليه.

خلاصة القول تتطور عسكرة السياسة الدولية بثلاث اتجاهات أساسية :–

الاتجاه الأول – بناء تحالفات عسكرية جديدة في محاولة للهيمنة العالمية على شؤن تطور السياسة الدولية.

الاتجاه الثاني – تزايد التدخلات العسكرية في شؤن الدول الوطنية والتحكم بنزاعاتها الاجتماعية.

الاتجاه الثالث – استخدام العقوبات الدولية بأشكالها الاقتصادية والسياسية والدبلوماسية ضد النظم السياسية الرافضة للهيمنة الدولية.

إن العولمة الرأسمالية وقوانين المنافسة ناهيك عن سيادة التحالفات الطبقية الكسموبولوتية بين الرأسمالين العابرة للحدود الوطنية يسمح بالقول ان العالم مقبل على نزاعات دولية تدفع أثمانها البلدان الفقيرة والامن والسلم العالميين.

شاهد أيضاً

أمريكا والمسكوت عنه!

العربية- عبدالمنعم سعيد الشرق اليوم– الدولة تتكون من شعب وسلطة وإقليم؛ ويكون الشعب فى أعلى …