بقلم: مارك إيسبكوبوس
الشرق اليوم- ناقش مقال لصحيفة ” The National Interest” عن عواقب انحياز واشنطن لطرف دون آخر في النزاع الأوكراني، والذي قد يؤدي إلى ما لا يحمد عقباه.
فقد أظهرت جلسات الاستماع في مجلس النواب الأمريكي إجماعًا شبه كلي بين خبراء وسياسيي واشنطن فيما يتعلق بسياسة أوكرانيا، والذي تم التعبير عنه بشكل أفضل في الملاحظات الختامية للنائب الديمقراطي عن ولاية كاليفورنيا آدم شيف حيث قال: “يجب أن نهتم بأوكرانيا، يجب أن نهتم بدولة تكافح من أجل أن تكون حرة وديمقراطية”.
ثم أضاف شيف: “لكن بالطبع، الأمر يتعلق بما وراء أوكرانيا، إنه يتعلق الأمر بنا، يتعلق الأمر بأمننا القومي، معركتهم هي معركتنا، دفاعهم هو دفاعنا، عندما تعيد روسيا رسم خريطة أوروبا لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية بفضل القوة العسكرية وتقوم أوكرانيا بمقاومتها، فإن هذا هو قتالنا أيضًا”.
وردد السفير السابق في أوكرانيا بيل تيلور نفس الرؤى في مقال نشره مؤخرًا في صحيفة “نيويورك تايمز” حيث كتب: “إن دعم أوكرانيا، يعني دعم نظام دولي قائم على القواعد يمكّن القوى الكبرى في أوروبا من تجنب الحرب لمدة سبعة عقود، إنه لدعم الديمقراطية على الاستبداد، إنه لدعم الحرية على عدم الحرية، معظم الأمريكيين يدعمون ذلك”.
ويقدم “إجماع واشنطن” حسب إيبيسكوبوس رواية مؤثرة مفادها أنه “ليس فقط الولايات المتحدة، بل كل مواطن أمريكي ملزم أخلاقياً بدعم أمة أوكرانية ناشئة تخوض صراعًا مميتًا للدفاع عن ديمقراطيتها ضد “الغزو الأجنبي”.
وبين كاتب المقال أنه “مع ذلك، فإن هذا الرأي السائد مبني على فهم مضلل للغاية للمجتمع والثقافة السياسية لدى الأوكرانيين، فهو يتجاهل التعقيد التاريخي للهويات السياسية الأوكرانية لصالح نموذج تنموي ليبرالي ضحل، ويجبر الملايين من الأوكرانيين على مشروع بناء الأمة الشمولية التي لا يريدون أن يكونوا جزءًا منها”.
وتوصل المحلل إلى استنتاج مفاده، أن “دعم الولايات المتحدة لنظام كييف الحالي لا يجعل أوروبا أو أوكرانيا موحدة أو حرة، في الواقع، فإن أمريكا ببساطة تنحاز إلى طرف في الحرب الأهلية الأوكرانية، وبطبيعة الحال، ستستمر المواجهة في المستقبل”.
وأشار المحلل إلى أنه “من خلال دعم فريق من الأوكرانيين ضد الآخر، تؤدي السلطات الأمريكية إلى تصعيد الصراع الأهلي في أوكرانيا”.
وعلقت بعض وسائل الإعلام الروسية على ذلك، حيث استنتجت صحيفة “توب وور” اليوم الجمعة، أن “ظهور مثل هذه المقالات في الصحافة الأمريكية لا يسعه إلا أن يثير الاهتمام، خاصة في سياق السياسة الخارجية الأمريكية المتغيرة تدريجياً تجاه روسيا وأوكرانيا، ويبدو أن القراء الأمريكيين بدأوا بالتدريج في دفع فكرة أن أوكرانيا ليست موحدة، وأنه يجب التضحية ببعض الأجزاء منها، حتى الآن يتحدث المرشدون عن هذا الأمر والسياسيون على مستوى الدولة صامتون، لكن من الممكن في المستقبل المنظور أن تثار هذه القضايا ليس في صفحات المنشورات الأمريكية، بل في البيت الأبيض”.
المصدر: سبوتنيك