الرئيسية / مقالات رأي / 2021.. عام ينبغي تذكّره

2021.. عام ينبغي تذكّره

بقلم: جيفري كمب – صحيفة الاتحاد

الشرق اليوم- ما هي أهم أحداث 2021 التي كان لها تأثير مهم على كوكبنا؟ لا شك في أن التأثير المزدوج لوباء “كوفيد-19” وتغير المناخ سيتصدران أي قائمة. المتفائلون كانوا يأملون أن يشهد عام 2021 الاحتواء التدريجي للوباء، بالنظر إلى الإمدادات المتزايدة من اللقاحات الفعالة، للحؤول دون انتشار الفيروس واعتماد أدوية جديدة لتقليص المخاطر بالنسبة لأولئك المصابين بالفيروس.

غير أن هذه الآمال المرتفعة، للأسف، لم تتحقق لعدد من الأسباب. ذلك أنه في شهر نوفمبر الماضي، ظهر متحور جديد من الفيروس، هو “أوميكرون” الذي ينتشر بشكل أسرع من متحور “دلتا”. وفي ظرف شهرين تكونت مستويات جديدة من العدوى في كل القارات، ما رفع إجمالي الأشخاص المصابين حديثاً إلى مستويات لم يُرَ لها مثيل منذ فصل الصيف الماضي. لكن الدلائل الأولى تشير إلى أن متحور أوميكرون قد يكون أقل إماتة من متحور دلتا، وهو ما قد يعني أن موجات التفشي الجديدة ربما تنتهي بشكل أسرع.

ومن الأسباب الأخرى التي حالت دون احتواء “كوفيد-19” هناك التأخر في توفير لقاحات للبلدان الفقيرة، وخاصةً في أفريقيا، والاستقطاب السياسي المتزايد بسبب اللقاح. ذلك أن الكثير من مناهضي التلقيح في الولايات المتحدة يعتقدون أنهم يتخذون موقفاً ضد ضغوط إدارة بايدن لفرض أوامر وإملاءات على المؤسسات الخاصة والعامة من أجل ضمان تلقيح عدد أكبر من السكان.

وفي نوفمبر 2021، عُقد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ في غلاسكو باستكتلندا. المؤتمر عُقد في سنة شهدت أحداثاً مناخية شديدة متتالية عبر العالم تُعزى إلى تغير المناخ وشملت أعاصير، وفترات جفاف، وموجات حر مفرط، وفترات برد شديد، وفيضانات هائلة، وحرائق غابات، وارتفاعات في مستويات البحار.. وجميعها أحداث تسببت في أضرار هائلة.

ولم تسلم أي قارة من واحد من هذه الأحداث أو أكثر، والتي وفّرت دليلاً دامغاً على أنه إذا لم يتم تقليص مزيد من انبعاثات الكربون في المناخ بشكل مهم في كل البلدان الصناعية الكبيرة، فإن الظروف ستزداد سوءاً وستغدو تجربة 2021 أكثر ضرراً عاماً بعد عام. لكن اليوم، ولحسن الحظ، هناك تشكيك أقل في تغير المناخ بين النخبة السياسية.

والتحدي الحقيقي هو كيفية تقليص انبعاثات الكربون، وخاصة تلك الناتجة عن إحراق الفحم من أجل توليد الكهرباء، من دون إلحاق ضرر كبير بالنمو الاقتصادي. ولهذا السبب، كانت التنازلات والتوافقات بشأن تقليص الانبعاثات التي قُدمت في اجتماع غلاسكو مخيبةً للآمال، غير أن الوعي المتزايد بالتحديات التي تنتظر العالم وفّر بعض العزاء والأمل في إمكانية تحقيق مزيد من التقليص.

عام 2021 سيتم تذكّره أيضاً لعدد من الاتجاهات الاقتصادية والجيوسياسية المهمة التي ستؤثّر على السياسة العالمية خلال السنوات المقبلة. فلأول مرة منذ ثمانينيات القرن الماضي، ظهر التضخم من جديد كمشكلة على الصعيد العالمي، وذلك نتيجة الاضطرابات التي طالت سلسلة الإمداد المتعلقة بالسلع والخدمات، وتزايد الطلب على المنتجات التي لم يكن مرغوباً فيها خلال أسوأ فترات الجائحة في عام 2020.

ومما لا شك فيه أن مسألة ما إن كانت هذه الزيادة في الأسعار ستكون سمة مؤقتة أو دائمة للاقتصاد العالمي، ستكون لها تداعيات مباشرة على الزعماء السياسيين في كثير من دول العالم. وإلى ذلك، بعث الانسحاب الأمريكي المفاجئ من أفغانستان في صيف 2021 برسالة إلى العالم، مفادها أن الأيام التي كانت تضطلع فيها الولايات المتحدة بدور “شرطي العالم” قد ولّت.

غير أنه نظراً إلى أن أي بلد آخر لا يستطيع أو لا يرغب في النهوض بالدور الذي قامت به الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية، فيمكننا أن نتوقع أن تقوم القوى الإقليمية بدور أكبر في الدبلوماسية وفي ردع النزاعات المسلحة.

السنة الجديدة ستبدأ مع عدد من الأزمات الإقليمية التي لم تُحل والتي يمكن أن تنفجر وتتحول إلى حرب، بما في ذلك إمكانية شنّ هجوم روسي على أوكرانيا، ومزيد من المناورات العسكرية الصينية التي تهدّد مستقبل تايوان، ونهاية للمفاوضات النووية مع إيران، وإمكانية اندلاع مواجهة عسكرية في حال استمرت طهران في برامجها النووية لإنتاج اليورانيوم المخصب. كما أن هناك إمكانية تصاعد النزاع والعنف داخل بعض الديمقراطيات الغربية، بما في ذلك الولايات المتحدة، في وقت يشتد فيه الاستقطاب السياسي ويزداد فيه التطرف اليميني عنفاً.

شاهد أيضاً

حكومة نتنياهو..تأزم داخلي وتجاذب خارجي

العربية- طارق فهمي الشرق اليوم– تواجه الحكومة الإسرائيلية أزمة جديدة متعلقة بتسريب معلومات أمنية تورط …