الرئيسية / مقالات رأي / The Guardian: اتركوا أفريقيا تطور نفسها بطريقتها الخاصة

The Guardian: اتركوا أفريقيا تطور نفسها بطريقتها الخاصة

الشرق اليوم – قالت صحيفة “الغارديان” في افتتاحيتها إن أفريقيا يجب أن تنهض وتشق طريقها بنفسها وليس بمساعدة أحد لأنها لا تفتقر إلى الموارد ولا الثروات ولا القوة البشرية، موضحة أن دول هذه القارة توحدت في مواجهة عواصف المناخ وكوفيد، ويجب عليها جعل هذه الوحدة تؤتي ثمارها لمواطنيها.

وانتقدت الصحيفة اكتساح الكتاب الأفارقة جوائز الأدب، لكن 7 من كل 8 أطفال في منطقة الصحراء الكبرى بالقارة غير قادرين على القراءة بسن العاشرة. وهذا العام كانت القارة موطنا لأبطأ سرعات الإنترنت على كوكبنا، ومن المتوقع أن يكون حوالي 50 مليون أفريقي في براثن الفقر المدقع خلال عام 2021، في الوقت الذي شهدت فيه أفريقيا زيادة في ثروة المليارديرات فيها بمقدار الخمس.

وأشارت إلى أن العولمة أدت إلى استقطاب المجتمعات، وأن هذا التأثير ازدادت حدته خلال الجائحة. وذكرت أن الوباء كشف عالما يتشكل بطريقة تضر بأفريقيا، وأن معدلات التطعيم المنخفضة تعد سببا لظهور متحورات فيروس كورونا الخطيرة في أفريقيا. وأضافت أنه بالرغم من أن أفريقيا لعبت دورا ضئيلا في إيجاد أزمة المناخ، فإن بلدانها تجد نفسها بالفعل تدفع ثمنا باهظا مقابل ذلك.

وألمحت الصحيفة إلى أن أفريقيا لم تُستعمر لأنها كانت فقيرة، ولكن القوى الأوروبية احتلتها وقسمتها في القرن الـ 19 لأنها كانت غنية، وكانت في يوم من الأيام سلة خبز.

وتساءلت عن سبب وصم هذه القارة بأنها حالة ميؤوس منها، موضحة أن أحد أسباب ذلك هو النموذج الاقتصادي الاستخراجي الذي يعزز التنمية الأفريقية من خلال الاستثمار الأجنبي المباشر والنمو الذي تقوده الصادرات والتحرير المالي. وهذه الشبكة، وفقا للاقتصادي التونسي فاضل قبوب، تستنزف ما يقرب من تريليوني دولار سنويا من العالم النامي.

وقالت الصحيفة إن التنمية الواهنة في أفريقيا تظهر أن الدول الفقيرة تستمر في فقرها، وذلك باندماجها في النظام العالمي من خلال علاقة التبادل الاقتصادي غير المتكافئ مع الدول الغنية.

ورأت أن أي إستراتيجية أفريقية بديلة من شأنها أن تجعل الحكومات تنفق على الخدمات العامة وعلى زيادة سيادة الغذاء والطاقة المتجددة، في وقت تعمل على الحد من الفساد. وأضافت أن هذا الأمر يوفر طريقة للخروج من فخ التنمية الحالي.

وتابعت بأن الشركات المملوكة للدولة والقطاع الخاص المحلي التنافسي ستساعد أفريقيا على تفادي الأنشطة التي يطلبها شمال الكرة الأرضية. ونظرا لأن البلدان الأفريقية أصبحت رقمية بشكل متزايد، فستكون البيانات قوة في الحوكمة الاقتصادية، ويجب أن تكون الكيانات المحلية هي الوصي عليها، وليس الشركات غير الوطنية.

وعلقت بأن الاتفاقات التجارية بين البلدان ذات مستويات الدخل المماثلة تعد أكثر فائدة لها مقارنة بإطار منظمة التجارة العالمية.

وتشير الصحيفة إلى تشكل منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية التي أنشأتها 54 دولة من أصل 55 دولة بالاتحاد الأفريقي، وتصفها بأنها بداية جيدة. وستستفيد الاقتصادات الأفريقية من إنتاج سلع صناعية خضراء تعتبرها الدول الغنية أمرا مفروغا منه. وتقول غارديان إنه سيكون من مصلحة أوروبا تقديم المساعدة، حيث سيتمكن المزيد من الأفارقة من العثور على وظائف بأوطانهم، وسيخفف ذلك ضغط الهجرة.

واختتمت الصحيفة باستنتاج مفاده أن أفريقيا عالقة بين الجغرافيا والتاريخ، وأن فهم كيف ولماذا وصلت إلى ما هي عليه اليوم سيساعد القارة على المضي قدما نحو مستقبل واعد.

ترجمة: الجزيرة 

شاهد أيضاً

مع ترمب… هل العالم أكثر استقراراً؟

العربية- محمد الرميحي الشرق اليوم– الكثير من التحليل السياسي يرى أن السيد دونالد ترمب قد …