الرئيسية / مقالات رأي / إيران النووية..

إيران النووية..

بقلم: محمد سلامة – صحيفة “الدستور”

الشرق اليوم – إيران بإمكانها إنتاج الوقود النووي، ولديها أجهزة طرد مركزي قادرة على التخصيب لمستوى 90%و95% ولا ترغب برفع نسبة تخصيبها الحالية عن 60% ولديها نحو (13) موقعا نوويا بامتداد الجغرافيا الإيرانية، أهمها فوردو وكرج ونطنز كما أنها قادرة على إنتاج مختلف النظائر الطبية وأن جميع الأبحاث الخاصة بالنووي تحت تصرفها، وتفاوض في فيينا على إنهاء العقوبات الاقتصادية الغربية مقابل تنازلها عن جزء من برنامجها النووي.. والسؤال هل إيران النووية لا تملك سلاحا نوويا أم ماذا؟!

الصراخ الاسرائيلي هدفه ليس افشال مفاوضات فيينا بل جر واشنطن وعواصم أوروبية للمشاركة بتدمير المنشآت النووية الإيرانية وإنهاء مشروعها في امتلاك التكنولوجيا (الهايتك النووي) النووية كونها اليوم قادرة على تصنيع أسلحة نووية منضبة وعالية الدقة وبلا إشعاعات وقادرة على إنتاج القنبلة النووية متى أرادت، هذا أن لم تكن قد انتجتها وأنها قد تفاجىء العالم في لحظة ما بامتلاكها ترسانة موازية لما تمتلكه باكستان أو إسرائيل ذاتها.

إيران دولة نووية لأن الأبحاث كلها المرتبطة بالتقدم العلمي والحضاري العالمي اليوم، لها علاقة بالأبحاث النووية، فالأبحاث التقليدية بلغت نهايتها في العلوم والتطور وباتت مشاريعها وتجاربها محدودة ولا تعطي نتائج تذكر، ونحن على أعتاب عام جديد لم يعد للأبحاث التقليدية أي دور في مجالات الصناعات الحديثة وفي مجالات الزراعة والطب وغير ذلك الكثير، وإيران بما تملكه من أبحاث نووية علمية وضعت نفسها على خارطة العالم الصناعي وتقاتل بقوة لتحافظ على مكانتها، ولن تتخلى عن طموحاتها النووية مهما كانت التنازلات الغربية في ملف العقوبات، وقصة عدم امتلاكها رخصة امتلاك سلاح نووي هو مسألة وقت وتريد أن تكون جزءا من النظام الاقتصادي العالمي دون أن تتنازل عن حقوقها في الملف النووي المدني كما تقول.

إسرائيل ترى أن تدمير المشروع النووي الإيراني هو الحل وليس التفاوض، وترى أن قدراتها وحدها محدودة وتخشى ما لا تتوقعه من رد تدميري لمنشآتها النووية من قبل إيران وبما يعني نهايتها، وواشنطن ترى أن إبقاء العقوبات الاقتصادية وتشديدها هو الحل وأن التفاوض هو للتفاوض من أجل تأخيرها وابقائها تحت ضغط العقوبات وانهاكها ودفعها إلى المواجهة مع شعبها، (أي أن يتم تفجيرها من الداخل) وهذا الخيار ليس مضمونا، ولهذا فإن أشواط المفاوضات قد تتكرر بصور أخرى وتصريحات متفائلة وأخرى متشائمة والنهاية محسومة حربا أم مفاوضات لصالح إيران.

إسرائيل وحلفائها أضعف من أن يواجهوا إيران وحلفائها في المنطقة، وبيضة الكبان هما أمريكا وأوروبا واللتان تخشيان التداعيات وفشل الخيار العسكري أو الخروج بنتائج غير متوقعة كأن تعلن طهران امتلاكها السلاح النووي، والمحصلة أن قضايا المنطقة وحروبها ستبقى مفتوحة ومتدحرجة باتجاهات مختلفة بإنتظار نهايات الأشواط الإضافية في فيينا أو أن تكسر إيران المحظور وتعلن امتلاكها النووي وتفرض على أمريكا وأوروبا وإسرائيل التعايش معها ومع مصالحها في الشرق الأوسط.

شاهد أيضاً

مع ترمب… هل العالم أكثر استقراراً؟

العربية- محمد الرميحي الشرق اليوم– الكثير من التحليل السياسي يرى أن السيد دونالد ترمب قد …