بقلم: أحمد غاوي – صحيفة “الرياض”
الشرق اليوم – إذا رجعنا 20 سنة إلى الوراء، نجد أن الضرر والدمار الذي لحق بأفغانستان في التسعينات يستدعي جهداً شاملاً لإعادة بناء وإعمار بلد ومجتمع مزقته الحروب. كانت الهند في مقدمة هذه الجهود. في موجز إعلامي قبل أن تتولى طالبان الحكم في أغسطس من هذا العام، قال المتحدث الرسمي لوزارة الشؤون الخارجية الهندي، اريندام باجشي أن «الهند تدعم جميع مبادرات السلام ولديها التزام طويل الأمد نحو تطوير وإعادة بناء أفغانستان».
تدرك الهند أن أفغانستان هي حليفها الاستراتيجي الرئيسي، وأحدثت استثمارات هامة في بلد مزقته الحروب خلال العقدين السابقين. «من الطرق والمدارس إلى المستشفيات والسدود، دور الهند الحاسم في صناعة مستقبل أفغانستان يمتد إلى استثمارات فنية، تقنية وبنية تحتية بأكثر من 3 بليون دولار»، قال باجشي: برنامج تطوير الهند البرنامج التنموي الهندي في أفغانستان يركز على خمس أركان: مشاريع البنية التحتية، الموارد البشرية وبناء القدرات، المساعدات الإنسانية، مشاريع تطوير المجتمع، وتعزيز التجارة والاستثمارات من خلال الاتصال في الجو والأرض.
كعلامة صداقة وتعاون لمساعدة إعادة إعمار أفغانستان، تم إنشاء مبنى البرلمان الأفغاني من قبل الهند بتكلفة 90 مليون دولار. كون الصداقة بين الهند وأفغانستان قديمة ومدعومة بآلاف الروابط، شكر الرئيس الأفغاني آنذاك الهند على مساعداتها القيمة. أحد أهم المشاريع الرئيسية الممولة من قبل الهند هو جسر سلمه أو جسر الصداقة الهندية الأفغانية، والذي يعتبر الأكثر تكلفة في أفغانستان.
مشروع آخر ذو أهمية كان طريق زرنج-ديلرام بطول 218 كم تم إنشاؤه من قبل هيئة الطرق الحدودية بتكلفة ستة بليون روبيه. وكذلك قصر ستور التاريخي وعمره 100 عام الموجود في كابول تم ترميمه بمساعدة الهند في عام 2016. في مجال البنية التحتية للطاقة، تم تمويل الوصلة الطرفية لشبكة شمال-شرق أفغانستان للطاقة من قبل الهند كجزء من حزم مساعداتها إلى حكومة أفغانستان.
هذا بالإضافة إلى الممرين الجويين كابول-دلهي وهرات-دلهي، واللذين تم افتتاحهما في عام 2017. في قطاع الدفاع قدمت الهند معدات عسكرية، أربع طائرات هليكوبتر هجومية من نوع Mi-25 إلى القوات الجوية الأفغانية في عام 2015، وعدد 285 مركبة عسكرية إلى الجيش الأفغاني الوطني. أفراد قوات الدفاع الأفغانية تلقوا أيضاً تدريباً عسكرياً ومخابراتياً من الهند.
عدا عن ذلك، فإن الهند قد عملت على التوريد اليومي من البسكويت عالي البروتين لقرابة مليونين طفل تحت برنامج الغذاء العالمي. منحت الهند أيضاً 250.000 طن متري من القمح في يناير 2009 لمساعدة أفغانستان في تجاوز أزمتها الغذائية. إلى جانب هذا الدعم، قدمت الهند أيضاً ثلاث طائرات ايرباص، قطع الغيار الضرورية، ودربت موظفي الخطوط الجوية على تطوير قدراتهم في قطاع الملاحة المدنية الأفغاني.
أخذت الهند على عاتقها أيضاً الإصلاح الطارئ للبنية التحتية للاتصالات في 11 محافظة في أفغانستان في عام 2005. في أواخر عام 2001، أهدت الهند أفغانستان 400 باص. إعادة إنشاء مدرسة الحبيبية، كابول، ومنح 500 منحة جامعية سنوية طويلة الأمد من قبل الهند هي أمثلة معونة أخرى. هذا بلا شك جعل الهند واحدة من أكبر البلدان التي قدمت المعونة لأفغانستان منذ اندلاع الحرب في عام 2001. مقدمة مساعدات تنموية كثيفة إلى ذلك البلد، فإن الهند لا تعتبر دولة معينة رائدة فحسب، بل أيضاً أكبر مانح للمعونة في المنطقة.