الرئيسية / الرئيسية / Washington Post: طالبان تفتح الباب أمام آلاف المقاتلين من باكستان

Washington Post: طالبان تفتح الباب أمام آلاف المقاتلين من باكستان

الشرق اليوم- ذكرت مصادر لصحيفة “واشنطن بوست” أن الآلاف من المقاتلين وأنصار حركة طالبان باتوا يتدفقون على أفغانستان، قادمين باكستان المجاورة تلبية لدعوات قادة ورجال دين مؤثرين بهدف تعزيز القدرات القتالية للحركة وزيادة الخبرات الإدارية بعد أن سيطرت على العاصمة كابل منتصف أغسطس الماضي.

وقال ستة من القادة الحاليين والسابقين للصحيفة إن القيادة العليا لطالبان قد حثت المقاتلين واللاجئين الأفغان وطلاب المدارس الدينية في باكستان على القدوم إلى البلاد لمساعدة الحركة الأصولية المسلحة في الحفاظ على الأمن عقب سيطرتها على معظم أنحاء البلاد.

ونوه أحد مقاتلي طالبان الباكستانيين الذين ساعدوا في جهود التوظيف والتجنيد في مدرسة دينية في شمال غرب باكستان إلى أنه: “عُرض على العديد من مجاهدينا إقامة دائمة في أفغانستان إذا كانوا يرغبون في الانتقال إلى هنا”، في حين نفى مسؤول كبير بوزارة الخارجية الباكستانية التقارير التي تتحدث عن عبور الآلاف من مقاتلي طالبان وأنصارها إلى أفغانستان، قائلا إنه “لا أساس لها على الإطلاق”.

وبحسب التقارير فإن عدد المقاتلين الذين دخلوا في الأربعة أشهر المنصرمة قد يصل إلى نحو 10 آلاف مسلح، لينضموا إلى الحركة التي تضم في صفوفها أكثر من 75 ألف مقاتل.

وهنا يقول المسؤول الكبير في وزارة الخارجية الباكستانية الذي رفض الكشف عن هويته: “لا يزال لدينا ملايين اللاجئين الأفغان وهناك العديد من الأشخاص الذين يأتون ويذهبون إلى أفغانستان”، بيد أن القول بعبور آلاف المقاتلين “بعيد عن الصحة”.

وكانت حركة طالبان قد بدأت بالدعوة إلى الانضمام إليها من باكستان في الصيف المنصرم، لتعزيز سيطرتها على المدن والمقاطعات التي كانت تسيطر عليها بسرعة قبل سقوط العاصمة كابل بيدها في 15 أغسطس.

وعقب استتباب الأمر للحركة الأصولية والإعلان عن حكومتها المؤقتة بدأ قادة طالبان بدعوة من لديهم خبرات إدارية للقدوم إلى البلاد بغية تعويض العديد من موظفي الحكومة السابقة الذين غادروا البلاد، أو لعدم ثقتها بولاء في الكثير ممن بقي منهم.

من جهته، قال قدرة الله، أحد مقاتلي حركة طالبان الأفغانية، خلال تواجده في حفل تخرج لطلاب مدرسة دينية في باكستان: “في الظروف العادية يمنع على طلاب المدارس الدينية ترك دراساتهم”.

وتابع: “لكن رجال الدين في بعض تلك المدارس قرروا تقديم تنازلات والسماح للطلاب بإيقاف دراستهم والالتحاق بحركة طالبان لمساعدتهم في القتال أو الخبرات الإدارية”.

“هذه المرة مختلفة”

وأوضح قدرة الله البالغ من العمر، 29 عاما، أنه اعتاد أن يواظب على دراسته وأن يذهب إلى أفغانستان في فصول الربيع للقتال، متابعا: “ولكن هذه المرة مختلفة ومميزة” في إشارة إلى تمكن طالبان من الاستيلاء على الحكم بعد عقدين من القتال والمعارك.

وعلى نفس المنوال، قال أحد أعضاء حركة طالبان الباكستانية إنه سعيد بالذهاب إلى أفغانستان، حيث يمكن الحصول على التدريب والخبرات القتالية والتدرب على العديد من أنواع الأسلحة المختلفة.

وتابع: “العديد من كبار مدربي القتال في طالبان انتقلوا أيضًا إلى أفغانستان حيث أصبح العمل الآن أكثر أمانًا بالنسبة لهم”.

ورغم أن طالبان تسعى من خلال جلب المزيد من المقاتلين لترسيخ سيطرتها ومواجهة تنظيم داعش شرقي البلاد، إلا أنها أولت أيضا الاهتمام بدعوة أطباء وممرضين ومهندسين وغيرها من الخبرات إلى البلاد، وفقا لما ذكر رجل دين باكستاني بارز للصحيفة شريطة عدم ذكر اسمه.

وأوضح ذلك المصدر أنه لا يعلم بسفر أي مهندسين باكستانيين أو أساتذة جامعيين، لافتا إلى أن لديه معلومات بأنهم بعضهم يقدمون المشورة لحكومة طالبان عن بعد، عبر الهاتف ومن خلال خدمات المراسلة الإلكترونية.

وتعليقا على ذلك، أوضح السيناتور الباكستاني السابق، أفراسياب خطاك، أن الأمر لم يعد يتعلق بالقتال والحرب، “فجلب خبرات إدارية أصبح أمرا ضروريا حتى تستطيع حكومة طالبان الاستغناء عمن لا تثق بهم من الموظفين الذين كانوا يخدمون في ظل الحكومة السابقة”.

ولكن بالنسبة للعديد من الأفغان، سواء كانوا مؤيدين لطالبان أو معارضين لها، فإن جلب المزيد من أنصار الحركة الموجودين في باكستان سوف يؤدي إلى إحداث اضطرابات وعدم استقرار في البلاد.

وهنا يصف قيادي سابق في طالبان جهود الحركة الهائلة في التوظيف والتجنيد من باكستان بالأمر الخاطئ، مضيفا: ”يجب إعطاء الأولوية للعناصر الموجودين هنا بالفعل في أفغانستان”، متوقعا أنه إذا استمرت هذه الممارسات، فإنها لن تؤدي إلا تأجيج معارضة السلطة الحالية.

المصدر: واشنطن بوست

شاهد أيضاً

الذهب يحقق أفضل أداء سنوي

الشرق اليوم- سجلت أسعار الذهب، الجمعة، أفضل أداء أسبوعي لها في عام، مدفوعة بالطلب المتزايد …