الشرق اليوم – دعا حامد كرزاي، رئيس أفغانستان بين 2001 و2014 سلطات باكستان لعدم التدخل في شؤون بلاده الداخلية.
وكتب كرزاي على صفحته في “فيسبوك”: “أحث حكومة باكستان على التقيد بالامتناع عن التدخل في شؤوننا الداخلية وعدم التحدث نيابة عن أفغانستان في المحافل الدولية، بل على عكس ذلك أدعوها إلى التمسك بفكرة حسن الجوار والسعي إلى بناء علاقات ودية ومتحضرة بين البلدين”.
هذا وجاءت مدونة الرئيس الأفغاني السابق تعليقا على كلمة ألقاها رئيس الوزراء الباكستاني، عمران خان، خلال الجلسة الطارئة لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي المنعقدة في إسلام آباد اليوم الأحد.
ودعا خان، المشاركين في الجلسة، إلى ضرورة ضمان الاستقرار في أفغانستان، مشيرا إلى أن بلاده تعرضت مرارا لهجمات شنها مسلحو تنظيم “داعش” الإرهابي من الأراضي الأفغانية.
وأضاف أن “الشعب الأفغاني بحاجة ملحة إلى المساعدات الإنسانية”، داعيا المجتمع الدولي إلى توسيع المساعدات العاجلة للأفغانيين لرفع عنهم المعاناة الإنسانية، كما طالب بالإفراج عن الأصول الأفغانية المجمدة لتفادي من انهيار اقتصادي في هذا البلد.
وأكد أن “انعدام الاستقرار في أفغانستان سيكون له تداعيات خطيرة على دول الجوار والمنطقة بأكملها بما فيها النزوح الجماعي وتدفق اللاجئين”.
ورحب بإعلان رئيس البنك الإسلامي للتنمية عن الخطوات الفورية وطويلة الأمد للتعامل مع الوضع في أفغانستان.
وعلق كرزاي على تصريحات عمران خان قائلا إن “باكستان تخوض حملة دعائية مفتوحة ضد أفغانستان، لأن العكس هو الصحيح، إذ أن تهديد “داعش” الذي يستهدف أفغانستان يأتي من باكستان”.
وأضاف أن أقوال عمران خان “مسيئة للشعب الأفغاني” ويجب اعتبارها “محاولة لزرع بذور الفرقة بين الأفغان” لا غير.
وشارك في لقاء إسلام آباد وزراء الخارجية وكبار الدبلوماسيين من الدول الـ57 الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، إلى جانب ممثلين عن الأمم المتحدة والمؤسسات المالية الدولية ومنظمات إقليمية والمبعوثين الخاصين من روسيا والصين والولايات المتحدة ودول أخرى.
وصدر عن الجلسة بيان مشترك أعربت فيه الأطراف عن استعدادها لمواصلة تقديم الدعم الإنساني لأفغانستان.
كما صادقت الجلسة على قرار تعيين طارق علي بخيت نائب الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي مبعوثا خاصا له لأفغانستان.
من جانب آخر أكد حمد الله محب، مستشار الأمن القومي للرئيس الأفغاني السابق أشرف غني، أن الأخير تعمد إخفاء هروبه من البلاد على الأمريكيين في أغسطس الماضي، بعد أن فقد الثقة بهم.
وقال في مقابلة مع شبكة “سي بي إس” الأمريكية: “غني خشي ألا تتدخل الولايات المتحدة في حال وقوعه في حركة طالبان”.
وأضاف “المروحيات التي غادر فيها غني والوفد المرافق له، بمن فيهم أنا، حلقت من كابل قبل وقت قصير من دخول طالبان العاصمة دون قتال.. كنا نحلق بشكل خاص على ارتفاع منخفض حتى لا يكتشفنا الأمريكيون الذين لم يعرفوا إلى أين نحن ذاهبون”.
وتابع “في اليوم السابق، سألت الأمريكيين سؤالا بسيطا، وكان اختبارا، طلبت منهم أن يخبروني: إذا لم تنجح صفقة نقل السلطة إلى طالبان، فهل سيخرجوننا؟ فأجابوا بالرفض”.
وقال “من المخزي أننا فقدنا بلدنا، ولم نكن نريد أن نفقد رئيسا آخر، حتى يوصم بهذه الطريقة في أفغانستان ويقتل”.
وأضاف “توصل الوفد المرافق لغني إلى نتيجة مفادها أن محاولات مقاومة طالبان لا جدوى منها، بالنظر إلى أن الأمريكيين قرروا سحب قواتهم من البلاد على أي حال. لهذا السبب قررنا مغادرة البلاد”.
وقال “حاولنا أن نفهم ما إذا كان هناك مكان يمكن للرئيس أن يذهب إليه لمواصلة المقاومة في أفغانستان، لكن لم يكن هناك مكان آمن، وما تمت مناقشته في الدوحة من قبل الأمريكيين وطالبان لم يكن أكثر من استسلام، وإذا كان استسلاما، فلماذا ننتظر أسبوعين آخرين ونخاطر بحياة ملايين الأفغان؟”.
المصدر: وكالات