الرئيسية / دراسات وتقارير / إيران تتوصل إلى اتفاق جديد مع الطاقة الذرية ولا مؤشرات عن تقدم بالملف النووي

إيران تتوصل إلى اتفاق جديد مع الطاقة الذرية ولا مؤشرات عن تقدم بالملف النووي

الشرق اليوم- وافقت إيران، الأربعاء، على استبدال كاميرات المراقبة في موقع رئيسي يصنع أجهزة الطرد المركزي، مستبقة تصويتا قد يوجه اللوم إليها من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وذكرت وسائل إعلام إيرانية لأول مرة الصفقة من دون ذكر مصدر، بحسب أسوشيتد برس، ولاحقا غرد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، في وقت لاحق ذاكرا التفاصيل.

وكتب غروسي: “هذا مهم للتحقق (من ما يجري) وسيستمر العمل لمعالجة قضايا الضمانات المعلقة الأخرى”.

وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية: إن الكاميرات سيعاد تركيبها في موقع كرج في “الايام المقبلة”.

وأفادت أنباء أن وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، قال فى وقت سابق، الأربعاء، بأن إيران “توصلت إلى اتفاق جيد” مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وافقت إيران على أن تستبدل الوكالة الدولية للطاقة الذرية معدات المراقبة المتضررة في مجمع تيسا النووي الواقع في منشأة كرج، الواقعة غرب طهران، وفق ما أفادت عدة وكالات أنباء إيرانية، الأربعاء.

مع هذا، تواصل إيران منع مفتشي الأمم المتحدة من مشاهدة الفيديو الذي تسجله تلك الكاميرات، ومن استبدال بطاقات الذاكرة الممتلئة في كاميرات المواقع أخرى.

وأدى رفض إيران منح مفتشي الأمم المتحدة حق الوصول الكامل إلى المواقع النووية لخلق مزيد من التوتر في المحادثات المعقدة في فيينا، والتي تهدف إلى محاولة استعادة الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015.

وحاليا، يعتمد المفاوضون على الاستنتاجات بشكل كبير، في غياب معلومات مؤكدة ومثبتة عن البرنامج الإيراني.

وسيسمح الاتفاق مع الوكالة للمفتشين بوضع الكاميرات فى موقع كرج الذي يصنع قطع غيار لأجهزة الطرد المركزى المتقدمة التى تقوم بتخصيب اليورانيوم، والذي كان قد تعرض لأضرار جراء هجوم في يونيو .

وفي مقابلة مع وكالة أسوشيتد برس، الثلاثاء، حذر غروسي من أن الوصول المحدود إلى كرج يضر بالجهود الدولية لمراقبة برنامج إيران.

وقال غروسي: “إذا كان المجتمع الدولي لا يرى بوضوح من خلال الوكالة الدولية للطاقة الذرية عدد أجهزة الطرد المركزي أو ما هي القدرة التي قد تكون لدى إيران، فما لديك هو صورة غير واضحة للغاية”، مضيفا: “سيعطيك هذا وهم الصورة الحقيقية. لكن ليس الصورة نفسها، ولهذا السبب هذا مهم جدا.”

كما نفى غروسي المزاعم الإيرانية بأن المخربين استخدموا كاميرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية في الهجوم على موقع كرج للطرد المركزي ووصفها بأنها “سخيفة ببساطة”.

ولم تقدم طهران أي دليل يدعم هذا الادعاء، رغم أنه علامة أخرى على الاحتكاك بين الوكالة وإيران.

وفي إطار اتفاق، الأربعاء، قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية: إنها “ستوفر عينة من الكاميرا والمعلومات الفنية ذات الصلة لإيران لتحليلها من قبل مسؤوليها الأمنيين والقضائيين المعنيين، في حضور مفتشي الوكالة”.

ومع ذلك، لا تزال إيران تحتفظ بجميع التسجيلات من الكاميرات – وهو جزء من نزاع آخر مستمر بين الوكالة وطهران بسبب انهيار الاتفاق النووي.

وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن “الوكالة وإيران ستواصلان العمل بشأن قضايا الضمانات العالقة المتبقية بهدف حلها”.

وفي تصريحات نقلتها نيويورك تايمز، قال المدير العام للوكالة الدولية رافائيل غروسيإن: إن الاتفاق “سيمكننا من استئناف الاستمرارية الضرورية للمعلومات في هذا المرفق”.

وتصر إيران على أن برنامجها النووي لا يهدف إلى إنتاج سلاح، لكن الدول الغربية متشككة بسبب مستوى التخصيب العالي لليورانيوم الذي يفوق المستوى المطلوب للاستخدامات المدنية ويقترب من مستوى إنتاج قنبلة.

ويحاول الرئيس الأمريكي، جو بايدن، العودة إلى الاتفاق النووي الذي انسحب منه سلفه، دونالد ترامب، وإعادة إيران إلى الالتزام بالاتفاق.

ولا تسير المحادثات التي تعقد في العاصمة النمساوية فيينا على ما يرام، حيث أصدر المفاوضون الرئيسيون الثلاثة، من فرنسا وألمانيا وبريطانيا، بيانا مشتركا الاثنين حذروا فيه من أنه “بدون إحراز تقدم سريع، وفي ضوء سرعة إيران في تقديم برنامجها النووي سيصبح الاتفاق النووي فارغا من المحتوى”.

وقد عادت إبران إلى المحادثات الشهر الماضي بعد انقطاع دام نحو ستة أشهر، ولكن بمطالب جديدة من شأنها أن تبطل معظم البنود التى وافقت عليها الحكومة السابقة

وتقول الصحيفة: إن هناك شعورا متزايدا في إسرائيل، وكذلك في واشنطن، بأن إيران لا تنوي العودة إلى اتفاق عام 2015، لكنها تحاول كسب الوقت وتحقيق مكاسب في برنامج إنتاج اليورانيوم المخصب ومعدن اليورانيوم، اللازم لصنع سلاح.

وحذر الرئيس بايدن وفريقه إيران من أن الوقت ينفد لاستعادة الاتفاق وأنه يجري التخطيط لعقوبات اقتصادية جديدة وخطوات أخرى إذا أصبح البرنامج النووي الإيراني متقدما لدرجة أنه لم يعد من الممكن تحقيق العودة إلى اتفاق عام 2015.

وفى بيان مشترك الاثنين قال المفاوضون الأوروبيون: إنه منذ استئناف المحادثات يوم 29 نوفمبر ” كان لدينا ساعات طويلة من المشاركة وضغطت جميع الوفود على إيران لتكون المطالب معقولة “.

وأضاف البيان: “حتى هذه اللحظة لم نتمكن بعد من الدخول في مفاوضات حقيقية ونحن نخسر وقتا ثمينا في التعامل مع مواقف إيرانية جديدة”.

وفى بيان مشترك مماثل فى الأمم المتحدة الثلاثاء، دعا سفراء الدول الأوروبية الثلاث إيران إلى تغيير موقفها

وقالوا إن: “هذا التصعيد النووي يقوض السلام والأمن الدوليين والنظام العالمى لمنع الانتشار النووي”، وإن: “التصعيد النووي المستمر لإيران يعني أننا نصل بسرعة إلى نهاية الطريق”.

المصدر: الحرة

شاهد أيضاً

هل انتهى محور الممانعة؟

الشرق اليوم– هل انتهى محور المقاومة والممانعة الإيراني؟ سؤال يصح طرحه بعد مرور أكثر من عام على …