الشرق اليوم- في نهاية نوفمبر الماضي، صنفت منظمة الصحة العالمية متحور أوميكرون على أنه يثير “نوعا من القلق” وحذرت من أن المخاطر العالمية التي يسببها “مرتفعة جدا”، ومنذ ذلك الحين، تم اكتشاف إصابات في ما يقرب من 60 بلدا من كل قارات العالم باستثناء القارة القطبية الجنوبية.
وفي بداية ديسمبر، سجلت أول إصابة في الولايات المتحدة لشخص من سكان كاليفورنيا عاد إلى منزله من جنوب أفريقيا، وشخص على أنه أول أمريكي مصاب بأوميكرون.
وحتى 12 ديسمبر، اكتشف المسؤولون هذا المتحور في 27 ولاية.
ويثير هذا الانتشار الواسع للفيروس الذي اكتشف أول مرة في نوفمبر الماضي، القلق بين العلماء ومسؤولي الصحة العامة لأنه يحمل عددا كبيرا بشكل غير عادي من الطفرات التي تجعله أكثر قابلية للانتقال وأقل تأثرا باللقاحات الموجودة.
وحذر خبراء مثل الدكتورة، روشيل والينسكي، مديرة مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها الأميركية، من أن عدد الإصابات سيرتفع بشكل ملحوظ في الاسابيع المقبلة.
التغلب على اللقاحات
عندما ظهر أوميكرون في جنوب أفريقيا، تم تطعيم 30 في المائة فقط من سكان البلاد، وقد جعل انخفاض معدل التطعيم هذا تحديد مدى فعالية اللقاحات ضد أوميكرون صعبا.
وقدمت دراسة أجريت مؤخرا، ونشرتها صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، نتائج مثيرة للاهتمام بشأن مدى فعالية اللقاحات ضد أوميكرون.
وفي الدراسة، التي أجراها باحثون في شركات اللقاحات تم خلط أجسام مضادة من أشخاص تم تطعيمهم، مع متحورات أوميكرون في أطباق مختبرية، ثم انتظروا ليروا مدى نجاح الأجسام المضادة في منع الفيروسات من التكاثر.
وتوصلت الدفعة الأولى من التجارب إلى نفس الاستنتاج الأساسي، حيث كانت الأجسام المضادة من لقاح فايزر – BioNTech أقل نجاحا بكثير في وقف أوميكرون مما كانت عليه ضد المتحورات السابقة، ولكن الناس الذين حصلوا على جرعة معززة ثالثة كان لديهم مستويات أعلى بكثير من الأجسام المضادة، والتي تقوم بعمل أفضل في القتال أوميكرون.
وتوصلت الدراسات الوبائية المبكرة إلى استنتاجات مماثلة، وفي بريطانيا، وجد الباحثون أنه بعد ستة أشهر، لم توفر جرعتان من لقاح أسترازينيكا أي حماية على الإطلاق من عدوى أوميكرون، فيما وفرت جرعتان من فايزر فعالية 34 في المئة فقط ضد الإصابة. ولكن جرعة معززة من لقاح فايزر كان لها فعالية وصلت إلى 75 في المئة ضد العدوى.
وتلقى غالبية المصابين في الولايات المتحدة جرعتين من اللقاح، كما تلقى 14 منهم جرعة معززة، وكان ستة منهم مصابين بكورونا سابقا.
ومن هؤلاء، احتاج شخص واحد فقط إلى دخول المستشفى، ولم يتوفى أي واحد منهم.
وهذا لا يعني بالضرورة أن أوميكرون أقل ضراوة بالمقارنة مع المتغيرات الأخرى، لكون العينة المستخدم في الدراسة صغيرة إحصائيا، كما إن معظم الحالات المصابة هي لشباب دون سن الأربعين.
الانتشار الكبير
تشير الأدلة حتى الآن إلى أن أوميكرون ينتشر بشكل أسرع من المتحورات الأخرى – حتى دلتا، الذي كان حتى الآن أسرع متحور انتشارا.
وتتضاعف حالات أوميكرون كل يومين أو ثلاثة أيام – وهو وقت أقصر بكثير من الوقت الذي تحتاج إليه دلتا لمضاعفة الإصابات.
لكن مع هذا، سيحتاج علماء الأوبئة إلى أسابيع لمعرفة مدى انتشار أوميكرون مقارنة بالمتغيرات الأخرى.
ولاحظ باحثون بريطانيون أن أوميكرون هو أسرع ثلاث مرات بالتسبب في العدوى، بين أفراد الأسرة الواحدة، من دلتا.
ولا يعرف الباحثون حتى الآن لماذا ينتشر أوميكرون بسهولة، لكن أحد الاحتمالات هو أنه قادر على غزو الخلايا بسهولة أكبر، وقد يكون أيضا قادرا على التكاثر داخل الخلايا بشكل أكبر.
هل المناعة من العدوى السابقة توقف أوميكرون؟
في جنوب أفريقيا، البلد الذي شهد موجات واسعة من الإصابات بكورونا، أصيب معظم المواطنين تقريبا بالوباء.
لكن على الرغم من هذا، أصيب عدد كبير من مواطني هذه الدولة، إصابة ثانية، وكان سببها هذه المرة هو أوميكرون.
وقد توصل باحثون بريطانيون الى نتائج مماثلة فى دراسة نشروها يوم 10 ديسمبر الماضي، حيث قدروا أن خطر تكرار العدوى مع أوميكرون هو حوالي خمس مرات أكبر منه بالنسبة للمتحورات الأخرى.
وهذه القدرة على التهرب من الدفاعات المناعية ربما تكون جزءا من تفسير سبب تتضاعف حالات أوميكرون بهذه السرعة.
المصدر: الحرة