By: Max Boot
الشرق اليوم – تستعد الولايات المتحدة لمؤتمر قمة الديمقراطية الذي تنطلق أعماله اليوم الخميس ويستضيفه الرئيس الأميركي جو بايدن، في وقت يشهد فيه العالم تراجعا للديمقراطية في بلدان عديدة من بينها أميركا خلال السنوات الأخيرة.
لكن تاريخ الولايات المتحدة الحديث يحمل الكثيرين على التساؤل عما إذا كانت واشنطن تملك المكانة والقدرة اللازمتين للدفاع عن الحرية والديمقراطية في بلدان أخرى؟!
إن دعم الديمقراطية أصبح رديفا للتدخلات العسكرية الأميركية الفاشلة في كل من أفغانستان والعراق.
كما شوّهت ممارسات الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، صورة الديمقراطية الأميركية في الداخل، منها رفضه الاعتراف بنتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2020 ودوره في تحريض جموع من المحتجين العنيفين على اقتحام مبنى الكونغرس الأميركي.
إن مشكلة الولايات المتحدة لا تقتصر على تراجع الديمقراطية فحسب، بل إن أميركا باتت تفتقر للكفاءة مؤخرا، الأمر الذي يجعل ديمقراطيتها تبدو غير فعالة، حيث أن عدد الوفيات في أميركا جراء وباء كورونا هو الأعلى في العالم، حيث حصدت الجائحة أرواح نحو 800 ألف شخص في مختلف أنحاء البلاد، وهو عدد كبير مقارنة بعدد الوفيات المعلن عنه في الصين، منشأ فيروس كورونا، والذي لا يتجاوز 5 آلاف وفاة.
لقد أعربت عن أملي قبل عام من الآن في أن تسهم قيادة الولايات المتحدة لجهود تطوير وتوزيع اللقاحات المضادة لفيروس كورونا في ترميم صورتها على المستوى الدولي. لكن أميركا متأخرة مقارنة بعشرات البلدان الأخرى فيما يتعلق بنسبة السكان الذين تلقوا اللقاحات المضادة للوباء، إذ تمكنت الصين من تطعيم 79% من سكانها في حين لا تتجاوز نسبة التطعيم في أميركا 60% فقط من الأميركيين.
ومن غير المستغرب أن استطلاعا أجراه مركز “بيو” للأبحاث (Pew Research Center) أظهر أن نسبة المشاركين الذين أعربوا عن ثقتهم بالولايات المتحدة كنموذج يحتذى به في مجال الديمقراطية لم تتجاوز 17% فقط من مجموع المشاركين في الاستطلاع الذي أجري في 16 دولة ديمقراطية.
وبالنظر إلى التطورات المحبطة آنفة الذكر، فإن من الطبيعي أن يتساءل العديد من الناس عن سبب تجشم بايدن عناء استضافة قمة الديمقراطية في المقام الأول.
ألا يجب علينا (نحن الأميركيين) ترتيب بيتنا الداخلي قبل إخبار الآخرين بما يجب عليهم فعله؟!
على الولايات المتحدة أن تعمل على تعزيز ديمقراطيتها، كما أن من الضروري أن يمرر الكونغرس الأميركي تشريعات تتعلق بحقوق التصويت، لكن لا يمكننا تحمل تبعات التخلي عن قيادة العالم حتى نطبق كل (القيم) التي نبشر بها على نحو مثالي.
يمكننا القول إن قمة الديمقراطية التي ستكون جلساتها افتراضية لن تكفي وحدها لتغيير نتيجة الصراع القائم من أجل الديمقراطية، لكنها على الأقل تعد مؤشرا على أن الولايات المتحدة تقف من جديد في المربع الصحيح.
ترجمة: الجزيرة