BY: Steven Erlanger
الشرق اليوم – إن حلف شمال الأطلسي “الناتو” كان قد وعد أوكرانيا بعضوية كاملة في 2008، الأمر الذي اعتبرته روسيا تهديدا محتملا لحدودها وتعديا على قلب دائرة نفوذها.
إن هذه المعضلة ظلت تتشكل منذ سنوات عديدة، وأن الحلف نفسه هو الذي ساعد في تشكيلها.
ففي عام 2008 وعد الحلف -الذي أنشئ بقيادة الولايات المتحدة لمواجهة الاتحاد السوفياتي- بالعضوية لجمهوريتين سوفياتيتين سابقتين وهما أوكرانيا وجورجيا، لكن دون تحديد متى ولا كيف.
ومنذ البداية شككت بعض دول الحلف فيما إذا كان عرض العضوية خطوة حكيمة، وليس من الواضح ما إذا كان سيفي بهذا الوعد، ولكن كما هو متوقع فقد غذى نزاعا دائما مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
إن أوكرانيا شريك في الحلف، ولكنها ليست عضوة فيه، مما يعني أنها لا تستفيد من القاعدة الأساسية لدى الناتو، أي الالتزام بالدفاع الجماعي، وذلك على الرغم من أن كييف قد أرسلت بالفعل قوات للقتال في مهام للناتو في كل من العراق وأفغانستان.
ولذلك، مع حشد الآلاف من القوات الروسية على حدود أوكرانيا فإن الحلف ليس ملزما بموجب المعاهدة بحماية أوكرانيا عسكريا، وليس من المرجح أن يحاول ذلك، وقد بدا هذا واضحا من رد الرئيس الأميركي جو بايدن أمس الأربعاء على سؤال عن إمكانية إرسال قوات أميركية إلى أوكرانيا عندما استبعد ذلك بشكل قاطع قائلا للصحفيين في البيت الأبيض “هذا ليس مطروحا على الطاولة”.
وبعد انهيار الاتحاد السوفياتي وحلف وارسو اقترح البعض في الغرب حل الناتو أيضا، ولكنه توسع، وبمجرد أن بدأ “كان من الصعب معرفة متى يتوقف” كما قال لورانس فريدمان الأستاذ الفخري لدراسات الحرب في كينغز كوليدج في لندن.
واقترح فريدمان أنه من الأفضل لو كان الناتو قد “وجد طرقا أخرى لدعم جورجيا وأوكرانيا” وليس بالعضوية الموعودة، وعلى الأرجح لن يتم أبدا دمج أوكرانيا في الناتو “ولكن لا يمكننا وضع ذلك في معاهدة” كما يطالب بوتين.
ومع ذلك، قد يكون من السهل منح بوتين المناقشة التي يقول إنه يريدها بشأن مستقبل الأمن الأوروبي إذا كان ذلك سيخفف المخاوف الروسية، على حد قول فريدمان.
ترجمة: الجزيرة