بقلم: ستيفن والت
الشرق اليوم- انطلقت اليوم الخميس قمة الديمقراطية التي يستضيفها الرئيس الأمريكي جو بايدن على مدى يومين ويشارك فيها زعماء دول ونشطاء من مئة دولة. وقد أثارت القمة -التي تعقد افتراضيا بسبب ظروف جائحة كورونا- أسئلة عديدة، كما أثارت استياء بعض الدول التي أقصيت من المشاركة.
على الرغم من المسوغات التي تبرر عقد القمة، بل تجعل اجتماع الدول الديمقراطية لبحث سبل تقوية وتعزيز قيم الليبرالية في ظل التحديات التي تواجهها الديمقراطية في مناطق عديدة حول العالم أمرا صائبا، فإن هناك أسئلة تفرض نفسها بشأن توقيت انعقاد القمة وهدفها الأساسي الذي لم يتضح بعد والنتائج المرجوة منها.
وتساءل الكاتب عما إذا كان من المفترض أن تتمخض القمة عن نتائج ملموسة -كأن تترتب عليها التزامات أو برامج جديدة ذات تأثير قابل للقياس تسهم في تعزيز الديمقراطية في شتى أنحاء العالم- أم أنها لن تعدو أن تكون قمة كلامية تصدر في ختامها بيانات لا تعود بفائدة ملموسة على الديمقراطية؟
ويشير الكاتب إلى أن هذا السؤال محوري، إذ إن الطريقة المثلى لتسويق الديمقراطية -كما قال بايدن من قبل- هي إثبات قدرة الدول الديمقراطية على التفوق على تلك الاستبدادية. الأمر الذي يعني توفير حياة أكثر ازدهارًا وأمانًا للمواطنين مع الحفاظ على الحريات والقيم المدنية التي تعتمد عليها الديمقراطية الحقة.
ويرى والت أن هناك خشية من أن يتسبب إخفاق القمة في التوصل إلى نتائج ملموسة -كما حدث في مؤتمرات قبلها- في تعزيز التصور بأن الديمقراطية ذاتها لم تعد صالحة للأهداف التي وضعت من أجلها.
كما يرى أن الولايات المتحدة ليست في وضع يسمح لها بقيادة هذا الجهد في الوقت الراهن. فقد تراجع تصنيفها مؤخرا لتصبح ضمن البلدان التي يوجد بها “خلل في الديمقراطية” في تصنيف أجرته مجلة “إكونوميست” (The Economist) الأميركية، وذلك قبل انتخاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.
ولم تحدث بعد ذلك تطورات تغيّر هذا التصنيف، بل على العكس من ذلك، ما زال أحد الحزبين السياسييْن الرئيسيين في الولايات المتحدة يرفض قبول نتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2020 ويعمل جاهدا على تقويض الديمقراطية وتزوير الانتخابات المقبلة لصالحه، وفق الكاتب.
ووصف الكاتب قائمة المشاركين في القمة بأنها غير متسقة، واختيرت على نحو تعسفي. وقال إنه يمكن تفهم عدم دعوة المجر للمشاركة في القمة نظرا لمهاجمة رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان المستمرة للمبادئ الليبرالية، ولكن لماذا تشمل قائمة المشاركين جمهورية الكونغو الديمقراطية، التي يأتي ترتيبها ضمن مؤشر الديمقراطية السنوي لـ”فريدوم هاوس” (Freedom House) بعد المجر وصنفتها المنظمة ضمن الدول “غير الحرة”؟
وقال إن دعوة زعماء دول مثل الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو والرئيس الفلبيني رودريغو دوتيرتي، للمشاركة في القمة أمر مثير للاستغراب، فكلاهما قد فاز في انتخابات ديمقراطية لكن ممارساتهما العلنية تخالف الأعراف الديمقراطية الأساسية.
وختم والت بالقول إنه إذا ما أخفقت إدارة بايدن في الوفاء بالتزاماتها للأمريكيين، في ضوء عزم الحزب الجمهوري القيام بكل ما في وسعه لمنعه من تحسين حياة الأمريكيين، فإنه لن يفوز بولاية ثانية، مما يعني أن ترامب أو سياسيا يشبهه سيخلفه في رئاسة الولايات المتحدة.
وإذا حدث ذلك، فإن جهود إحياء الديمقراطية ستتوقف لا محالة، وسننظر إلى هذه القمة على أنها عقدت بحسن نية، لكنها كانت مضللة ومضيعة للوقت.
ترجمة: الجزيرة