الشرق اليوم – دعا أمين الناصر، الرئيس التنفيذي لشركة “أرامكو” السعودية العملاقة للنفط، في اجتماع المجلس العالمي للنفط في ولاية هيوستن الأمريكية، زعماء العالم إلى الاختيار بين الاستمرار في الاستثمار في الوقود الأحفوري في السنوات المقبلة أو الاستسلام للمخاطر التي قد تنتج عن الارتفاعات الحادة في معدل التضخم التي تنذر باضطرابات اجتماعية قد تجبر دول العالم على التخلي عن أهداف الانبعاثات.
وأضاف الناصر، أثناء حديثه أمام المجلس، أن “الفرضية التي تشير إلى أن تحول العالم إلى الوقود النظيف قد يحدث بين ليلة وضحاها ليست صحيحة على الإطلاق”.
وتابع: “أتفهم أن الاعتراف علانية بأن النفط والغاز سوف يكون لهما دور كبير أثناء عملية التحول إلى الوقود النظيف وما بعدها قد يكون من الصعب على الكثيرين سماعه”.
جاءت تلك التصريحات وسط ضغوط من قبل المستثمرين والمجتمع على شركات الوقود الأحفوري لتجعل أنشطتها أقل إضرارا بالبيئة.
ويرى الناصر أن “العالم يواجه انتقالا فوضويا إلى الوقود النظيف يستند إلى سيناريوهات وفرضيات غير واقعية عن مستقبل الطاقة”.
إن أسعار الوقود الآخذة في الزيادة – التي شهدت ارتفاعا حادا في الفترة الأخيرة تزامنا مع بداية تعافي الاقتصاد العالمي من أزمة كوفيد19 – وضعت حكومات العالم في سباق مع الزمن من أجل تحقيق توازن بين تعهداتها بخفض انبعاثات الكربون من جهة والحفاظ على أسعار منخفضة للوقود من الجهة الأخرى.
وأعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن – الذي تعهد بقيادة التحول إلى الطاقة النظيفة وتقليل الاعتماد على النفط – الإفراج عن 50 مليون برميل من الاحتياطيات الاستراتيجية للنفط في الولايات المتحدة الشهر الماضي بهدف دعم المعروض من النفط الذي من شأنه أن يؤدي إلى تراجع أسعار الوقود.
واستغل قطاع النفط والغاز الطبيعي الارتفاع الحاد في أسعار منتجات الطاقة في الفترة الأخيرة في التركيز على المخاطر التي تهدد أمن الطاقة والقدرة على دفع فاتورة التقليل من الاعتماد على المصادر التقليدية للطاقة بسرعة، إذ كان تراجع الاستثمارات في إنتاج الوقود الأحفوري من المخاوف المشتركة في اجتماع هيوستن.
ولم يكن الناصر الوحيد الذي تناول تلك المخاوف، إذ قال جيف ميللر، الرئيس التنفيذي لشركة هاليبرتون لخدمات مواقع إنتاج وحقول النفط، إن هناك “تراجعا حادا في استثمارات القطاع على مدار السنوات السبعة الماضية”، وهو ما أرجعه إلى الضغوط التي يتعرض لها القطاع من أجل المناخ وعدم توافر رؤوس الأموال بسبب الهبوط الحاد في عائدات القطاع”.
وأكد الناصر أن الكثير من الشركات وصناع القرار في القطاع يتفقون على أن هناك مخاطر تتمثل في تراجع حاد في استثمارات النفط والغاز الطبيعي، لكنهم لا يتحدثون بصراحة في هذا الأمر.
وقال: “إنهم يتحدثون عن ذلك سرا، لكن ينبغي أن يفعلوا ذلك في العلن أيضا”.
ترجمة: BBC