افتتاحية صحيفة “الخليج”
الشرق اليوم – تأتي زيارة سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني إلى طهران، واجتماعه إلى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، في إطار جهود دولة الإمارات الهادفة إلى تعزيز جسور التواصل والتعاون مع دول المنطقة، وضمن جولة شملت قبل ذلك تركيا وقطر والسعودية ومصر والأردن.
إن الإمارات التي تنتهج طريق الحوار والدبلوماسية من منطلق إيمانها باحترام مبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، ترى في هذه الزيارة مناسبة للتأكيد على ضرورة التواصل بين البلدين الجارين، وتطوير العلاقات إيجابياً في مختلف المجالات لما فيه مصلحة البلدين والشعبين، والبناء على ما هو مشترك وإيجابي، وإدارة الرؤى المختلفة في إطار من الإيجابية والاحترام المتبادل.
ثم إن هذه الزيارة تأتي في ظروف صعبة ومعقدة، ووسط عالم مضطرب بالصراعات والتنافس الحاد، ومنطقتنا ليست بمنأى عن هذه المخاطر، حيث الاستقطاب الإقليمي والدولي بلغ مستوى يبعث على القلق، ما يستدعي التواصل والحوار مع دول المنطقة، ومن بينها إيران لإبعاد أية مخاطر قد تؤثر على أمن المنطقة واستقرارها، وبما يمنع أية تطورات سلبية غير محسوبة.
بهذه الروح الإيجابية جاءت الزيارة إلى طهران، وبنفس هذه الروح نقل الشيخ طحنون إلى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، تحيات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وتمنيات سموهما لإيران وشعبها الصديق دوام التقدم والازدهار. وبروح إيجابية مماثلة حمّله الرئيس الإيراني تحياته إلى صاحب السمو رئيس الدولة، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، متمنياً لدولة الإمارات وشعبها مزيداً من التطور والرخاء.
إن دولة الإمارات التي كانت على الدوام داعية للحوار وبناء جسور التواصل مع العالم كأحد مكونات وجودها وأحد أسس دبلوماسيتها، تؤكد من خلال هذه الزيارة والزيارات الأخرى المماثلة، واللقاءات التي تجري على أرضها وفي الخارج على مختلف المستويات ومع مختلف المسؤولين، إنما تأتي في إطار المصلحة الوطنية العليا، وبما يعزز دورها، دولة حوار، وداعية تعاون وتواصل من أجل بناء عالم يعمه السلام والتسامح. وهي من أجل تحقيق هذا الهدف لا تدخر وسعاً في رفض العنف والتطرف والإرهاب، بل وتشارك بفعالية في مواجهة هذه الآفات التي تشكل خطراً على الإنسانية.
نأمل أن تؤدي هذه الزيارة إلى كل ما هو إيجابي يصبّ في مصلحة البلدين الجارين، ومصلحة مختلف دول المنطقة التي هي في أمسّ الحاجة إلى الاستقرار والسلام والتنمية، من منطلق الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وإزالة كل خلافات قد تعيق نمو هذه العلاقات بروح إيجابية ومن منطلق المصلحة المشتركة.