الرئيسية / مقالات رأي / ترامب يُذكّر: أنا هنا

ترامب يُذكّر: أنا هنا

بقلم: حسن مدن – صحيفة “الخليج”

الشرق اليوم – قد يعود الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض وقد لا يعود. الطريق ليست معبّداً تماماً أمامه، لكنه رجل عنيد قد يفلح في تذليل العقبات أمامه، ويصبح رئيساً مرة ثانية، وهناك ما يعوّل عليه في هذه العودة، وفي مقدمة ذلك الإرباك الذي يسم أداء إدارة خلفه الرئيس الحالي جو بايدن، الذي تجلى في أكثر من ملف، بينها ملف الانسحاب العسكري المرتجل من أفغانستان.

يعوّل ترامب أيضاً، ومعه في ذلك كل الحق، على قاعدة المناصرين الواسعة له، الذين ما زالوا يصغون إلى أقواله، وهم في كامل الأهبة لدعمه في الانتخابات القادمة، وقيل وكتب الكثير عن الظاهرة «الترامبية»، كونها نهجاً شعبوياً صاعداً في أمريكا، ولها نظيرات في بلدان غربية أخرى، حتى أن السياسي اليميني المتطرف إيريك زمور الذي أعلن مؤخراً ترشيح نفسه للرئاسة الفرنسية، وصف من قبل أجهزة الإعلام بـ «ترامب فرنسا».

لكن حتى لو لم يعد ترامب ثانية إلى البيت الأبيض، فإنه ما برح يؤكد حضوره، لا في المشهد السياسي وحده، وإنما أيضاً في عالم التواصل الرقمي، العالم الأثير الذي أدمن العيش فيه خلال سنوات رئاسته الأربع، حتى قيل، من باب التندر، إنه يتخذ قراراته الرئاسية على منصة «تويتر»، التي كان يحظى فيها بمتابعة واسعة فاقت 89 مليون متابع، إضافة إلى 33 مليوناً على «فيسبوك» و24.5 مليون على «إنستجرام».

كل هذه المنصات عاقبت ترامب بإلغاء أو تجميد حساباته عليها إثر الهجوم الذي قام به أنصاره على مبنى «كابيتول»، لحظة اجتماع الكونجرس للتصويت على نتائج الانتخابات الرئاسية التي خسر فيها، فأصبح مجرداً من إحدى أهم وسائله في التواصل مع قاعدته.

ومرة أخرى حضر عناد ترامب. لم يستسلم لذلك، وقرر، مستعيناً بقدراته المالية، تأسيس منصة خاصة به، حيث تعمل مجموعة ترامب للإعلام والتكنولوجيا على تدشين تطبيق للتواصل الاجتماعي يحمل اسم «تروث سوشيال»، والجديد في الأمر أن هذه الشركة أعلنت، مؤخراً، أنها جمعت مليار دولار من المستثمرين قبيل الطرح المزمع لأسهمها للاكتتاب العام في البورصة.

في تحد لمنصّات التواصل التي حظرته قال ترامب، شامتاً: «إن مبلغ المليار دولار يرسل رسالة مهمة إلى شركات التكنولوجيا الكبرى مفادها أن الرقابة والتمييز السياسي يجب أن ينتهيا»، مضيفاً: «مع توسع الميزانية العمومية لدينا، فإن مجموعة ترامب للإعلام والتكنولوجيا ستكون في وضع أقوى للرد على طغيان شركات التقنية الكبرى».

قد يكون مبكراً الجزم بقدرة الشركة الجديدة على المنافسة الجدية للمنصات القائمة، لكنها أوصلت الرسالة التي يريدها ترامب: «أنا هنا.. أنا باق».

شاهد أيضاً

حكومة نتنياهو..تأزم داخلي وتجاذب خارجي

العربية- طارق فهمي الشرق اليوم– تواجه الحكومة الإسرائيلية أزمة جديدة متعلقة بتسريب معلومات أمنية تورط …