بقلم: كوروش زياباري
الشرق اليوم– منذ وصول الرئيس الإيراني المتشدد، إبراهيم رئيسي، إلى سدة الحكم في إيران، أعلن أن حكومته ستركز على بناء “سياسة خارجية متوازنة” تعطي الأولوية لتطوير وتعزيز التحالفات مع الجيران الآسيويين.
وقال وزير الخارجية الإيرانية، حسين أمير عبداللهيان، فور تعيينه في أغسطس، في تغريدة على موقع تويتر: “عقدت العزم على متابعة سياسة خارجية متوازنة وفاعلة وذكية تعتمد على مبادئ العزة والحكمة والمصلحة. الأولوية لجيراننا والقارة الآسيوية”.
ويرى كاتب المقال أن هذه الرؤية ضرب من الخيال، لأن إيران ليس لديها أي خطة عمل ملموسة في الواقع لتحقيق ذلك.
وأشار زياباري إلى أن طهران لا تمتلك حاليا الموارد اللازمة لإعادة إحياء الدبلوماسية مع جيرانها، وإعادة ضبط مكانتها في آسيا كلاعب لا غنى عنه.
وأوضح أن طهران لا يوجد لها أي تمثيل دبلوماسي في الدول الكبرى أو الصغرى في آسيا مثل بوتان وكمبوديا وتيمور الشرقية ولاوس وجزر المالديف وماكاو ومنغوليا وميانمار ونيبال وسنغافورة، كما لا يوجد لهذه الدول دبلوماسيات في طهران.
وأكد زياباري أنه مما زاد الطين بلة، أنه منذ عام 2016، لا يوجد لإيران تمثيل دبلوماسي في السعودية والبحرين، وهما دولتان مجاورتان لها.
كما تعتمد الجمهورية الإسلامية على بعثات غير مقيمة لتسهيل العلاقات مع بعض هذه البلدان، مثل سفارة غير مقيمة في نيبال متمركزة في نيودلهي.
ويرى المقال أنه بالرغم من أن الافتقار إلى السفارات لا يعني بالضرورة الغياب التام للعلاقات الدبلوماسية، إلا أنه يدل على حجم الشبكة الدبلوماسية الإيرانية وأولوياتها ورغبتها في وضع أموالها في مكانها الصحيح.
ولفت إلى أنه عادة ما تترجم المحاولات الإيرانية “للتركيز على آسيا” إلى تعزيز التجارة والأمن والمشاركة السياسية مع الصين، وليس التعاون المتنوع مع آسيا.
وصف بعض خبراء السياسة الخارجية الأكثر تشاؤما معاملة الصين لإيران بأنها استعمار فعلي. تحصل بكين على النفط الإيراني المخفض بأقل من مؤشر الشرق الأوسط ولا تدفع نقدا، بل تقايضه بمنتجات رخيصة ومنخفضة الجودة.
أما بالنسبة للهند، فقد ابتعدت بصمت في أعقاب انسحاب الولايات المتحدة من خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA) في مايو 2018، وأدت إعادة فرض العقوبات إلى توقف نيودلهي عن شراء النفط الإيراني رغم الشراكة التاريخية بينهما.
كما تحولت علاقاتها الودية مع كوريا الجنوبية إلى عداوة بسبب الخلاف حول ما يقرب من 7 مليارات دولار من الأصول الإيرانية المجمدة، التي رفضت سيول إعادتها لطهران بسبب العقوبات الأمريكية.
الأمور ليست أفضل مع اليابان. في عام 2017، خلال ذروة تنفيذ خطة العمل الشاملة المشتركة، بلغت التجارة الثنائية أكثر من 4 مليارات دولار، لكن في عام 2019 تراجعت إلى ما يزيد قليلا عن مليار دولار.
عندما يتعلق الأمر بإعادة بناء العلاقات مع الجيران العرب، فإن إيران تواجه أيضا عددا كبيرا من الخلافات الجيوسياسية والأيديولوجية والأمنية.
وأكد كاتب المقال أنه إذا كانت إيران مصممة على بدء عهد جديد من التحالفات الآسيوية، فلا يمكنها الاعتماد فقط على الصين.
وأشار إلى أن أي تعاون سيتوقف بشكل كبير على الوصول إلى اتفاق مع الولايات المتحدة بشأن إعادة إحياء الاتفاق النووي 2015، ورفع العقوبات الأمريكية.
المصدر: الحرة