الرئيسية / مقالات رأي / الإمارات.. النموذج المتفرد

الإمارات.. النموذج المتفرد

افتتاحية صحيفة “الخليج”

الشرق اليوم – تشكل دولة الإمارات العربية المتحدة نموذجاً فريداً في عملية التحول، والانتقال السريع من مرحلة إلى أخرى في أكبر عملية تطور شملت مختلف الميادين الاقتصادية والاجتماعية والسياسية خلال السنوات الخمسين الماضية من عمر دولة الاتحاد.

لم تكن عملية التطور سهلة لمواكبة العصر، بل كانت نتيجة عملية شاقة بدأت مع تأسيس الاتحاد، أخذت منحى تدريجياً من خلال عملية جدلية وظروف محددة في إطار علاقة الاستجابة والتحدي، والقدرة على فهم المتغيرات الدولية والبيئة المحلية والإقليمية كي لا تكون عملية التطور قفزة في الهواء.

وقد نجحت دولة الإمارات في تكييف كل المتغيرات الدولية والإقليمية لصالح مشروع التطوير وخلق دينامية تستجيب للتحديات وتكفل نجاح الإنسان الإماراتي في أن يشارك العالم كل إنجازاته، ويخلق في الوقت نفسه نموذجاً خاصاً قادراً على التنمية المستدامة بكل أبعادها الإنسانية والإنتاجية والتنموية، واستطاع من خلال ذلك أن يقود الإمارات إلى معارج التقدم والتطور، كي تصبح رقماً مهماً في كل المؤشرات الدولية التي لها علاقة بالإنسان وقدراته وإبداعاته.

لقد استفادت الإمارات من تجارب الآخرين في مجال التطور، لكنها اختطّت لنفسها نهجاً خاصاً صار مثلاً يحتذى.

كان الفيلسوف أرنولد توينبي يرى أن الحضارة تبدأ من تحدي البشر للبيئة المحيطة بهم، أو استجابتهم للتغيرات البيئية التي تدفعهم للبحث عن الوسائل التي تساعدهم على إنشاء التطور الخاص بهم، وقد أبدعت دولة الإمارات في أن تشكل حالة فريدة في الربط بين الماضي والحاضر والمستقبل، فكان الماضي بالنسبة لها دافعاً لولوج حاضر متوهج تنتصب إنجازاته أمامنا كل يوم في مختلف المجالات الإنمائية والاقتصادية والعلمية والفضائية والإنسانية والثقافية، مستحضرة المستقبل كي يكون جزءاً من نهضة تلحق بالعصر، بل وتتقدمه، بفضل قيادة آمنت بأن لا شيء مستحيل، وأن الإنسان هو الأساس في كل عملية تطور وتنمية، لذلك كان المواطن الإماراتي عند حسن ظن قيادته قادراً على العطاء والإنجاز المتميز في كل الميادين التي عمل فيها.

إن طبيعة عملية التطور لا تقف عند الاستجابة للتحدي فقط، بل القدرة على الاستجابة الصحيحة التي تولد تحديات جديدة، وهنا مكمن الصعوبة.. وهنا استطاعت الإمارات أن تستجيب لأي تحد جديد.. وتنجح.

في عيد الاتحاد الخمسين، ومن خلال «وثيقة الخمسين»، فإن الإمارات تدخل عهداً جديداً في استكمال عملية التطور استعداداً للخمسين سنة القادمة من خلال أكبر استراتيجية للعمل الوطني تشمل مختلف المجالات والمستويات، وبمشاركة كافة فئات المجتمع الإماراتي من مواطنين ومقيمين في صياغة الحياة في دولة الإمارات للخمسين عاماً المقبلة.

إن الإمارات، وهي تشق هذا المسار الحضاري، إنما تقدم للعالم نموذجاً جديداً في فن القيادة والحكم، وفي القدرة على الاستجابة لكل التحديات وقهرها.

شاهد أيضاً

مع ترمب… هل العالم أكثر استقراراً؟

العربية- محمد الرميحي الشرق اليوم– الكثير من التحليل السياسي يرى أن السيد دونالد ترمب قد …