الرئيسية / مقالات رأي / The National Interest: تقرير البنتاغون عن التطور العسكري والأمني في الصين.. قراءة بين السطور

The National Interest: تقرير البنتاغون عن التطور العسكري والأمني في الصين.. قراءة بين السطور

by: John Isaacs

الشرق اليوم – في أوائل نوفمبر، أصدرت وزارة الدفاع الأميركية تقريرها الذي طال انتظاره حول التطورات العسكرية والأمنية المتعلقة بجمهورية الصين الشعبية خلال السنوات الأخيرة.

إن تقرير البنتاغون -الذي أُعد بتفويض من الكونغرس الأميركي، وتضمن قائمة طويلة للتقدم العسكري والأمني الذي أحرزته الصين خلال السنوات الأخيرة- يمكن قراءته على أنه نذير ببروز سباق عسكري خطير قد يهدد بحرب كارثية بين البلدين.

على الرغم من التحديات الكبيرة التي تشكلها جهود الصين لتعزيز قوتها العسكرية، فإن قراءة تلك المساعي من منظور شبيه بذاك المتعلق بالمواجهة خلال الحرب الباردة يعد تجاهلا لجوانب مهمة من القضية، وقد يسهم في زيادة المخاطر بهذا الشأن.

كما أن معظم التحليلات الإعلامية لتقرير البنتاغون الجديد وجاء في 173 صفحة ركزت على ما ورد فيه من أن الصين قد تمتلك نحو ألف رأس نووية بحلول عام 2030، مقارنة بترسانتها الآن التي تقدر بنحو 200 إلى 350 رأسا نووية فقط.

إن التقرير حجب عناصر مهمة متعلقة بالنقطة التي ركزت عليها وسائل الإعلام، حيث لم يذكر ترسانة الولايات المتحدة التي تحوي 3800 سلاحا نوويا، كما لم يذكر الرؤوس الحربية منتهية الصلاحية التي تنتظر التفكيك، التي تجعل إجمالي الترسانة الأميركية 5500 سلاحا نوويا.

هذا العدد يعني أن الولايات المتحدة ستحافظ على التفوق مع الصين في المجال النووي، حتى ولو حدث السيناريو الأسوأ الذي ورد ذكره في التقرير من أن الصين ستمضي قدما في تعزيز ترسانتها النووية لتصل إلى ألف رأس نووية.

كما أشار تقرير البنتاغون أيضا إلى أن الصين “لديها أكبر قوة بحرية من الناحية العددية في العالم، مع قوة قتالية إجمالية تبلغ نحو 355 سفينة وغواصة”. هذا الرقم قد يكون صحيحًا إذا عُدت الزوارق المخصصة للقطر وحاملات الطائرات التي تعمل بالطاقة النووية، لكن مايكل أوهانلون الباحث في معهد بروكينغز (Brookings Institution) يشير إلى أن “الولايات المتحدة لديها سفن أكبر بكثير وأكثر تطورًا من الصين”. كما أن البحرية الصينية مصممة أساسا للعمل في مياهها الإقليمية، في حين تتمتع الولايات المتحدة بوجود وقدرات بحرية عالمية.

ولكن يجب الحذر من مساوئ الاعتماد على التحليلات الضيقة للوضع الأمني عند وضع السياسات، حيث أن أميركا نجحت في الحرب الباردة بفضل قوة التحالفات والأسواق الحرة وقيم الديمقراطية، وليس عبر الإنفاق العسكري وحده.

يمكننا القول إن التعاطي السياسي الفعال مع برامج الصين لتعزيز قدراتها العسكرية يجب أن يأخذ في الحسبان جميع جوانب الموقف، وألا يعتمد على الأعداد المحتملة للأسلحة والسفن النووية الصينية، وأن تستخدم خلاله جميع أدوات السياسة بدل الاقتصار على الجيش.

ترجمة: الجزيرة 

شاهد أيضاً

مع ترمب… هل العالم أكثر استقراراً؟

العربية- محمد الرميحي الشرق اليوم– الكثير من التحليل السياسي يرى أن السيد دونالد ترمب قد …