By: Henry Tugendhat & Kamissa Camara
الشرق اليوم – إن القمة الصينية الأفريقية المهمة المقررة هذا الأسبوع توفر فرصة لتعيد الولايات المتحدة التفكير في سياستها نحو القارة السمراء.
القادة الصينيين سيلتقون النخب السياسية والعسكرية والمدنية في أفريقيا في العاصمة السنغالية دكار، وذلك أثناء الاجتماع الثامن لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي “فوكاك” (FOCAC). كما أن عدد القادة الأفارقة الذين اختاروا حضور المنتدى أكثر من الذين كانوا في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة بسبب تركيزهم السابق على تنمية الشراكات على أساس جداول الأعمال الوطنية.
إن الرسالة الرئيسة التي وجهتها الولايات المتحدة على مدى وقت طويل هي “لسنا أوروبا”، ولكن منذ أوائل العقد الأول من القرن الـ21 كانت رسالة الصين إلى أفريقيا هي “لسنا الولايات المتحدة”، وتركز حملتها الدبلوماسية العامة على بناء العلاقات مع النظراء الأفارقة والتغطية الإعلامية الواسعة لجميع أشكال التعاون، مع الحفاظ في الوقت نفسه على الحد الأدنى من العقوبات والمشاركة الأمنية. وفي حين أن فوكاك يستمر في كونه أداة ناجحة لسياسة الصين في أفريقيا، إلا أنه تذكير مؤلم بالقصور الدبلوماسي فيها.
الولايات المتحدة لا تحتاج إلى إنشاء نسختها الخاصة من المنتدى لتحقيق النجاحات نفسها، لكنها تحتاج إلى سياسة تجاه أفريقيا تستغل نقاط القوة الأميركية، وأهمها قانون النمو والفرص في أفريقيا “أغوا” (AGOA)، كما أن عليها أن تدرك أهمية بناء العلاقات.
ولتحقيق المستوى نفسه من النجاحات الدبلوماسية الصينية في القارة، قد تحتاج الولايات المتحدة إلى الابتعاد عن نهجها العقابي، وقد تفكر في إعادة تقييم اعتمادها على تدابير مثل العقوبات الأميركية السارية حاليا في 9 دول أفريقية، مع إضافة إثيوبيا ومالي وغينيا إلى القائمة قريبا.
وقد تحتاج أيضا إلى إعادة النظر في مجموعة من العلاقات التي كانت مدفوعة بشكل أساسي بالمخاوف الأمنية، والتفكير بدلا من ذلك في الاعتبارات الاقتصادية.
كما أن الصين منذ عام 2009 تفوقت باستمرار على الولايات المتحدة وأصبحت أكبر شريك تجاري لأفريقيا. ولأنها ظهرت كمصنع القرن الـ21 في العالم، فقد وفرت شهيتها للمواد الخام أساسا صلبا للعلاقات مع الدول الأفريقية، ومن المرجح أن تفعل ذلك على امتداد سنوات عديدة قادمة.
على الرغم من تراجع سياسة الولايات المتحدة تجاه أفريقيا، لكنها بالتأكيد لا تزال هناك، وبدلا من محاولة التنافس في المجالات التي تكون فيها الصين راسخة بشكل أفضل، يمكنها استغلال نقاط قوتها. وعلى الرغم من أن منتدى فوكاك سيكون افتراضيا في الغالب، فإنه في هذا العام سيكون معلما مهما آخر للعلاقات بين الصين وأفريقيا، وهذه دعوة للولايات المتحدة للنظر في الشكل الذي قد يبدو عليه طريق التعاون الخاص بها في السنوات القادمة.
ترجمة: الجزيرة