الشرق اليوم- رفضت الحكومات في جميع أنحاء العالم إلزام الشعوب باللقاح ضد كورونا بشكل مباشر، ولجأت بدلا من ذلك، إلى حوافز وتنبيهات وتضييقات بأساليب مختلفة لحث الناس على التطعيم، لكن ظهور متحور أوميكرون قد يغير ذلك، بحسب شبكة “سي إن إن”.
وقررت النمسا مؤخرا فرض اللقاح إلزاما على كل شعبها، لتصبح أول أوروبية تقدم على هذا الأمر، مما قد يسهم كثيرا في مكافحة موجات التفشي الجديدة للوباء. وتناقش الحكومة فرض غرامة قدرها 7200 يورو (حوالي 8100 دولار تقريبا) على رافضي تلقي اللقاح.
وكان المستشار النمساوي، ألكسندر شالنبرغ، قد برر في حديث سابق قراره بقوله: “لدينا لقاحات كافية وبالتالي فقد أعطانا العلم، تذكرة الخروج من هذه الحلقة المفرغة من موجات الفيروسات وسياسات الإغلاق، والمشكلة ببساطة تكمن في أنه هناك عدد كبير من الأشخاص يرفضون التطعيم”.
وتابع: “ولهذا السبب ما زلنا عالقين في هذا الوضع”، موضحا إن قرار ه يعد إجراء صارما، مضيفا: “كان لا بد من ذلك في ظل انتشار الأخبار الكاذبة بشأن عدم فعالية اللقاحات وتأثيراتها الجانبية”.
وبحسب مراقبين فإن خطوة النمسا في الإغلاق وفرض إلزامية اللقاح تعكس الموقف اليائس الذي تجد فيه الكثير من الحكومات في داخل وخارج أوروبا، وذلك في وقت تتطلع فيه إلى التعافي الاقتصادي، وسط مخاوف من أن تتحول القارة مرة أخرى لأحد أكبر مراكز انتشار الفيروس.
“لا بديل عن اللقاحات“
من جهته، يرى، أنتوني فاوتشي، كبير المستشارين الطبيين للرئيس الأمريكي جو بايدن، أن اللقاحات لا تزال توفر درجة من الحماية ضد الحالات الشديدة من وباء كوفيد-19.
وأكد فاوتشي في تصريحات لـ”سي إن إن” بقوله: إن “التطعيم سيكون هو الحل لذلك، سواء كان من نوع دلتا أو أوميكرون “.
وعلى نفس السياق أوضح، مستشار وزارة الصحة النمساوية، بيتر كليميك، إن المسار التصاعدي للوباء لا يزال مستمرا، متابعا:” اللقاح وحده لن يمنع انتشار الفيروس، ولكن إلزاميته قد تشكل خطوة كبيرة نحو وقف انهيار الأنظمة الصحية”.
وأشار شالنبرغ إلى النجاحات التي حققتها إيطاليا، جارتها الجنوبية، وفرنسا اللتين فرضت إلزامية التطعيم بشكل غير مباشر عن طريق منع الدخول إلى أماكن العمل أو مراكز التسوق وغيرها من الأماكن العامة دون إبراز شهادة لقاح أو اختبار “بي سي آر”، ناهيك عن إلزاميته بشكل فعلي بين صفوف الأطقم الصحية، وهما من أصل خمسة دل أوروبية تقدم على ذلك، وفقًا للمركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها.
وفي وقت مبكر من هذا العام، قدمت إسرائيل نموذجًا مشرقا لمكافحة فيروس كورونا باستخدامها لجواز سفر اللقاح أو يسمى بـ “الممر الأخضر”، لكنها شهدت طفرة كبيرة في الإصابات غذتها سلالة دلتا سريع الانتشار خلال الصيف بعد تخفيف تلك القيود فيها.
وفي الصين، حيث ظهر الوباء، حققت الحكومة مستوى عالٍ من التطعيم من خلال سياسة “العصا والجزرة” المثيرة للجدل، والتي تفرض التطعيم على الطلاب والعمال، مع فرض عقوبات على أولئك الذين لا يحصلون على الجرعات المطلوبة.
ومنذ أن بدأ عدد من المدن البرازيلية، بما في ذلك ريو، بإدخال جوازات سفر لقاح مثير للانقسام هذا الخريف، تجاوزت البرازيل، التي أنهكها الفيروس قبل بضعة أشهر.
الترجمة: الحرة