الرئيسية / مقالات رأي / هل هي طبول الحرب؟

هل هي طبول الحرب؟

افتتاحية صحيفة “الخليج”

الشرق اليوم – من يستمع إلى التصريحات الصادرة عن الدول الغربية وروسيا بشأن أزمة أوكرانيا، ومن يتابع المناورات الأطلسية التي تجري في البحر الأسود وردود فعل موسكو عليها يشعر وكأن الحرب باتت تدق الأبواب، وأن كل ما تحتاج إليه قذيفة عارضة من هنا أو هناك. وما زاد الوضع تأزماً اندلاع أزمة المهاجرين على الحدود البيلاروسية باتجاه بولندا، والموقف الأوروبي من نظام لوكاشينكو في مينسك الذي تم فرض عقوبات اقتصادية عليه.

بدأ مسؤولون أوكرانيون وغربيون منذ فترة، إطلاق تصريحات تتحدث عن حشود عسكرية روسية كبيرة على حدود أوكرانيا بهدف اجتياحها، ووصل الأمر إلى حد اتهام روسيا بالاستعداد لحرب واسعة، كما ذكرت وكالة «بلومبيرغ» نقلاً عن خبراء ومحللين أمريكيين قالوا إن روسيا أعادت نشر قواتها «على طول الطريق إلى منطقة كامتشاتكا لتكون مستعدة في حال تصاعد الصراع لحرب واسعة»، مشيرين إلى أن هذه المنطقة تقع بجوار اليابان والولايات المتحدة. وهذا يعني حسب تحليل هؤلاء بأن روسيا تستعد لحرب تتجاوز حدودها مع أوروبا، وهو أمر يدخل في إطار ما يمكن تسميته بـ«كوموفلاج» لإخفاء نوايا أخرى. وقد رد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف على ذلك بأن هذه «هستيريا يتم تضخيمها بشكل مصطنع»، وأضاف: «إن بعض وسائل الإعلام الأمريكية تستخدم كأنبوب لحملة إعلامية ضد روسيا».

وقد شارك رئيس الوزراء البولندي ماتوش مورافيتسكي في هذه الحملة؛ حيث لم يستبعد قيام روسيا بشن الحرب «بهدف زعزعة استقرار الدول الغربية»، وكان سبقه إلى هذا الاتهامات الرئيس الأوكراني زيلينسكي، الذي تحدث عن حشود روسية تقدر بمئة ألف جندي على حدود بلاده. وطمأن مدير المخابرات الخارجية الروسية سيرغي نارشكين المتخوفين قائلاً: «بودي أن أطمئن الجميع بأن شيئاً من هذا لن يحدث أبداً».

صحيح أن هناك أزمة متصاعدة وتأخذ أبعاداً مختلفة بين موسكو والدول الغربية على خلفية ما يجري في أوكرانيا وعلى الحدود البيلاروسية البولندية وفي البحر الأسود، لكن الصحيح أيضاً أن الجميع لا يريدون تحول الصراع إلى مواجهات عسكرية لا يعرف أحداً كيف تنتهي، لأن كلفتها سوف تكون فوق أي تصور أو احتمال. ومن هذا المنطلق فإن الاتصالات بين الأطراف المعنية لم تنقطع لكبح جماح أي قرار غير محسوب العواقب، بهدف تبريد الأجواء والتوصل إلى ما يمكن وصفه بالهدنة تمهيداً لحلول ممكنة.

وفي هذا الإطار أجرى رئيسا الأركان الروسي فاليري يراسيموف ونظيره الأمريكي مارك ميلي اتصالاً هاتفياً «لاستمرار التواصل بين القائدين لضمان تقليل المخاطر وإزالة أسباب الاحتكاك»، كما بحث مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك ساليفان مع مدير مكتب الرئاسة الأوكراني أندريه يرماك «ضرورة بذل جهود دبلوماسية لتخفيف التوترات»، ومن المتوقع أن يجري الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال أيام محادثات مع نظيريه الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني زيلينسكي في إطار المساعي المبذولة لتبريد الأجواء ونزع فتيل الأزمة المستفحلة.

شاهد أيضاً

مع ترمب… هل العالم أكثر استقراراً؟

العربية- محمد الرميحي الشرق اليوم– الكثير من التحليل السياسي يرى أن السيد دونالد ترمب قد …