الرئيسية / مقالات رأي / The Hill: تجنيد اللاجئين الأفغان للانضمام إلى القوات شبه العسكرية الإيرانية

The Hill: تجنيد اللاجئين الأفغان للانضمام إلى القوات شبه العسكرية الإيرانية

BY: ERIK E. MUELLER & ANDREW RADIN

الشرق اليوم – مع فرار مئات الآلاف من الأفغان من وطنهم بعد انتصار حركة طالبان، تواجه الولايات المتحدة والمجتمع الدولي تحديًا هائلًا وهو ذلك الذي يتمثل في تجنيد بعض هؤلاء اللاجئين في جيوش الدول والقوات شبه العسكرية المختلفة، فبينما ينظر صانعو السياسة الغربيون في كيفية التعامل مع الأفغان الذين تم إجلاؤهم، بمن فيهم الأعضاء السابقون في قوات الأمن الأفغانية، فقد يفكرون في كيفية منع الخصوم مثل إيران من تجنيد لاجئين أفغان لعمليات خطيرة ومزعزعة للاستقرار.

ففي الآونة الأخيرة، جندت إيران آلاف الأفغان في لواء «فاطميون» التابع لها، والذي استخدمته في الحرب في سوريا، ولكن تجنيد اللاجئين في الجماعات شبه العسكرية ليس ظاهرة جديدة، وقد يشير تكراره إلى جاذبيته بالنسبة للحكومات.

فخلال الحرب الباردة، جندت الولايات المتحدة لاجئين كوبيين في عملية خليج الخنازير، كما تم تجنيد البريطانيين بكثافة من مجتمعات المنفى خلال الحرب العالمية الثانية، وتظهر الأبحاث أن الدول تميل إلى تجنيد الأفراد الذين ولدوا في الخارج في قواتها العسكرية عندما يواجهون تحديات في عملية التجنيد والتهديدات الخارجية.

وقد يؤدي العرض المتزايد للاجئين إلى زيادة جاذبية توظيفهم، خاصة إذا كان لدى المجندين المحتملين خيارات أخرى قليلة، حيث تقدر الأمم المتحدة أن ما يصل إلى نصف مليون أفغاني قد يفرون إلى البلدان المجاورة وينضمون إلى أكثر من 2.6 مليون لاجئ أفغاني حالي.

ويأتى التجنيد في القوات شبه العسكرية، التي لا تشكل رسميًا جزءًا من جيش الدولة، مع فوائد ومخاطر إضافية للدول، فلن تواجه القوات شبه العسكرية نفس الحاجة للمساءلة مثل القوات النظامية العادية، كما أنه لا يتم تزويدها على الأرجح بنفس المزايا طويلة الأجل المقدمة للمحاربين العسكريين النظاميين. إن تجنيد الأفغان السابقين خارج الجيوش الغربية يجب أن يجعل صانعي السياسة يتوقفون لإيجاد حل له، حيث يمكن لتركيا تجنيد الوافدين الأفغان في شكل وكلاء يحاكي تجنيدها للنازحين السوريين في القوات التي انتشرت للقتال في سوريا والحرب الأهلية الليبية وفي حرب ناجورنو كاراباخ عام 2020، كما يمكن للمرء أيضًا أن يتخيل حدوث مهمة افتراضية مستقبلية على غرار عملية خليج الخنازير يتم فيها تجنيد الأفغان الذين تم إجلاؤهم للعودة إلى أفغانستان، وقد تعتمد مثل هذه المهمة على أعضاء سابقين في وحدات خاصة خارج القوات الأفغانية الرئيسية.

ولا شك أن التهديد الأكبر للأمن القومي يأتى من تجنيد الأفغان من قبل إيران، فمنذ عام 2012 على الأقل، جندت طهران أفغانًا بالغين وأطفالًا في لواء «فاطميون»، ومن بين مقاتليها الأفغان الذين يقدر عددهم بـ50 ألف شخص قُتل ما يقرب من 5 آلاف وأصيب 4 آلاف آخرين خلال الحرب، وفي عام 2017.

أعلنت إيران الانتصار على تنظيم «داعش» وأوقفت التجنيد في لواء «فاطميون»، لكنها قد تغير مسارها وتوسع عملياتها في سوريا أو خارجها. وقبل سقوط كابول في أيدى حركة طالبان، أشار مسؤولون إيرانيون إلى أنه يمكن استخدام المجموعة في أفغانستان، لا سيما في سياق محاربة تنظيم (داعش-خراسان)، وفي حال تدهورت العلاقات بين إيران وطالبان، فقد تحاول طهران استخدام لواء «فاطميون» كقوة داخل أفغانستان.

وأحد الأسباب المحتملة لهذا الإجراء قد يكون العنف الذي يستهدف سكان الهزارة الأفغان، وهم أقلية شيعية، فقد استغلت إيران الأفغان الضعفاء من خلال توفير الإقامة الدائمة لهم، وهو ما يمثل حافزًا قويًا لأن طهران ودولًا أخرى أعادت اللاجئين الأفغان في السنوات الأخيرة.

وبينما قد يبدو تجنيد اللاجئين مصدر قلق أقل إلحاحًا من التحديات الإنسانية الأخرى، فقد يكون عنصرًا مهمًا لا يحظى بالتقدير الكافي للتهديدات التي يتعرض لها النازحون، إن احتمال فرار اللاجئين من النزاعات في بلدانهم الأصلية، فقط ليتم تجنيدهم من قبل دولة أخرى للقتال في حرب مختلفة، قد يأتى بنتائج عكسية، وقد تزداد أهمية الاهتمام بهذه المخاطر بشكل متزايد مع استمرار تدفق اللاجئين من أفغانستان.

ترجمة: المصري اليوم

شاهد أيضاً

مع ترمب… هل العالم أكثر استقراراً؟

العربية- محمد الرميحي الشرق اليوم– الكثير من التحليل السياسي يرى أن السيد دونالد ترمب قد …