الشرق اليوم- أعلن المسؤولون في جنوب أفريقيا، أنه تم التعرف على نوع جديد من فيروس كورونا “سارس كوف 2” المسبب لمرض “كوفيد 19″، ويطلق عليه اسم “B.1.1.529″، قال المسؤولون إنه مثير للقلق للغاية بحسب تقرير لوكالة “بلومبيرغ”.
تسبب الإعلان في قلق من أنه إذا تفشى المتحور في العديد من البلدان فسيؤدي إلى الضغط على الأنظمة الصحية، وربما تجاوز قدرة اللقاحات على الحصين، بما يعقد جهود إعادة فتح الاقتصادات والحدود، ويخلق موجة من النفور من الاستثمار في الأسواق المالية العالم
ما المختلف في هذا المتحور؟
يقول العلماء إن “بي 1. 1. 529” يحمل عددا كبيرا من الطفرات في بروتين سبايك الخاص به، والذي يعد مسؤولا بشكل رئيسي عن دخول الفيروس إلى خلايا جسم الإنسان.
هذا البروتين أيضا هو الهدف الرئيسي للقاحات التي تعمل عن منح الجسم مناعة ضد الفيروس. ومع ذلك، لا يزال الباحثون يحاولون تحديد ما إذا كان المتحور الجديد أكثر قدرة على العدوى أو أكثر فتكا من السلالات السابقة.
من أين جاء هذا المتحور؟
لا يوجد شيء مؤكد بشأنه حتى الآن، لكن أحد العلماء في معهد “يو سي إل للجينات الوراثية” في لندن قال إنه من المحتمل أن يكون قد تطور خلال عدوى مزمنة لشخص يعاني من ضعف المناعة، مثل مريض يعاني من فيروس نقص المناعة البشرية “الإيدز”.
في جنوب أفريقيا وحدها، هناك نحو 8.2 مليون شخص مصاب بـ”الإيدز”، وهو أعلى معدل إصابة بهذا المرض لدولة واحدة في العالم.
يرجح العلماء أيضا أن متغير “بيتا”، وهو طفرة أخرى لفيروس كورونا تم تحديدها العام الماضي في جنوب أفريقيا، ربما تطورت أيضا في شخص مصاب بفيروس نقص المناعة البشرية.
ما قدرة المتحور على الانتشار؟
وفقا لاختبارات تفاعل البوليميراز المتسلسل المبكرة، تبين أن 90% من 1100 حالة إصابة جديدة، سجلت يوم الأربعاء في المقاطعة التي تضم جوهانسبرج كان سببها المتغير الجديد.
وفي دولة بوتسوانا المجاورة، سجلت السلطات الصحية أربع حالات، يوم الاثنين، لأشخاص تم تطعيمهم بالكامل. في هونغ كونغ، اكتشفت السلطات إصابة مسافر قادم من جنوب أفريقيا بالمتحور الجديد. حددت إسرائيل أيضا حالة واحدة لرجل سافر مؤخرا إلى ملاوي.
لا داعي للهلع
رغم بعض التصريحات المقلقة، فمن المبكر القول إن هذا المتحور سببا كافيا للذعر أو استدعاء ذكريات بداية الوباء أو حتى المتحور البريطاني وما لحقه من إجراءات وقيود صارمة في أنحاء العالم.
قالت منظمة الصحة العالمية: إن هناك أقل من 100 تسلسل جينومي كامل للسلالة الجديدة متاحا، مما يعني أن العلماء بحاجة إلى المزيد من الوقت لدراسة المتحور الجديد ومقارنته بالسلالات السابقة وتأثيره على الأدوية واللقاحات.
في النهاية، يجب التذكير أن الفيروسات دائمة التحور والتطور، وتؤدي التغييرات أحيانا إلى جعلها أضعف أو في بعض الأحيان تجعلها أكثر مهارة في التهرب من الأجسام المضادة وإصابة البشر.
المصدر: وكالات