By: Julia Davis
الشرق اليوم – هناك حملة في وسائل الإعلام الروسية تروج لفكرة المواجهة الحتمية مع الغرب، كذلك يزداد موقف موسكو العسكري عدائية مما يثير قلق جيرانها.
الكرملين يهيئ الشعب الروسي للضم المزمع لمزيد من الأراضي الأوكرانية تحت مظلة الاتحاد الروسي، فيما يتهم حلف شمال الأطلسي (الناتو) بإثارة التصعيد.
ولا يعرف بعد ما إذا كان الكرملين يخطط للهجوم على منطقة دونباس الأوكرانية في المستقبل القريب، إذ ما يزال الأمر لغزا يستعصي حله حتى بالنسبة لأشد الخبراء اطلاعا ممن لديهم مصادر مقربة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
إن أحد متصدري الدعاية الرسمية في وسائل الإعلام الروسية حذر من أن “الحرب العالمية الثالثة تقرع أبوابنا” الآن، فيما أوضح الصحفي بالتلفزيون الروسي الرسمي دميتري كيسليوف -الذي اشتهر بالتباهي بأن “روسيا هي الدولة الوحيدة في العالم القادرة حقا على تحويل الولايات المتحدة إلى رماد مشع”- أن الهدف من تحركات موسكو هو التأثير على الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي.
وقال كيسليوف إن الاختبارات التي أجرتها روسيا لصاروخ كروز الجديد الأسرع من الصوت “سيركون” (Tsirkon) واختبارها الأخير لصاروخ مضاد للأقمار الصناعية كانا وسيلتين لتعزيز “خطوطها الحمراء” فيما يتعلق بأوكرانيا.
وأضاف أن أي تجاوز لتلك الخطوط الحمراء قد يكلف الناتو جميع الأقمار الصناعية الـ32 الخاصة بنظام تحديد المواقع العالمي “جي بي إس” (GPS) في وقت واحد، مما سيؤثر سلبا في جميع صواريخه وطائراته وسفنه، ناهيك عن قواته البرية، وهو أمر يدركه الأميركيون بلا شك.
فيما قال إيغور كوروتشينكو -عضو المجلس العام بوزارة الدفاع الروسية ورئيس تحرير مجلة “الدفاع الوطني” (the National Defense ) إن التحركات العسكرية الروسية التي تثير قلق المسؤولين الغربيين والأوكرانيين هي رسالة مقصودة تهدف إلى إثارة رد فعل من تلك الأطراف.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد قال -في خطاب ألقاه أمام الدبلوماسيين الروس الأسبوع الماضي- “نحن نتفهم أن شركاءنا غريبون للغاية، وبعبارة ألطف، لا يأخذون كل تحذيراتنا وأحاديثنا بشأن الخطوط الحمراء على محمل الجد”، واستدرك قائلا إن “تحذيراتنا الأخيرة كان لها تأثير معين، فقد تصاعدت التوترات.. ومن المهم أن يبقوا على هذه الحال لأطول مدة ممكنة”.
إن مروجي الدعاية في التلفزيون الرسمي والمحللون قد أخذوا رسالة بوتين على محمل الجد وبدؤوا العامل وفقا لها. فقد ظهر إيغور كوروتشينكو في برنامج تلفزيوني في اليوم التالي لخطاب بوتين محذرا من حرب عالمية ثالثة، حيث قال “لنكن صريحين بهذا الشأن، الحرب العالمية الثالثة تقرع أبوابنا. ستأتي من جهة بولندا وأوكرانيا”.
ورأى كوروتشينكو أن روسيا بإمكانها الرد على الاستفزازات الغربية المتوقعة من خلال إظهار قوتها العسكرية وانتهاج سياسة الهجوم كأفضل إستراتيجية للدفاع.
ترجمة: الجزيرة