الشرق اليوم- رغم التوقيع على اتفاق جديد بين رئيس القوات السودانية، عبد الفتاح البرهان، ورئيس الوزراء، عبد الله حمدوك، يخطط السودانيون للخروج، الخميس، في مظاهرات في جميع أنحاء البلاد للمطالبة بحكم مدني شامل، رفضا لما يرونه اتفاقا “يعيد الانقلاب بصيغة جديدة”.
وعلى الرغم من استئناف نشاطه، إلا أن السودانيين أعلنوا، عبر العديد من القوى السياسية، رفض اتفاق حمدوك مع العسكريين واعتبروه اتفاقا “ينقلب” على مطالب الحكم المدني للبلاد.
لكن الاتفاق لا يرضي الشارع السوداني، إذ يعتقد الناشط السوداني المقيم في الولايات المتحدة، أيمن ثابر، أن السودانيين يرون في الاتفاق “قطعا” لطريق مسار التحول إلى نظام مدني للبلاد.
ويقول ثابر: إن الاتفاق هو “إعادة إنتاج للانقلاب يسمح للبرهان بالبقاء على رأس السلطة، فيما يعلن حمدوك حكومة مدنية يرفضها الجميع”.
إلا أن البرهان قال لصحيفة “فايننشال تايمز” في أول حوار مع وسيلة إعلام غربية، إنه “ملتزم بإجراء انتخابات في 2023”.
وكان البرهان تعهد الاثنين خلال اجتماع مع قيادات من الجيش وقوات الدعم السريع (ميليشيا شبه عسكرية) إجراء انتخابات “حرة نزيهة” في العام 2023.
وكشف البرهان في حواره مع الصحيفة البريطانية أنه في تواصل مع حمدوك بشكل دائم، وبرر احتجازه في منزله لحمايته من أي ضرر لأن بعض الجهات السياسية الفاعلة لا تريد أن ينجح الانتقال”، حسب تعبيره.
من جهته، قال حمدوك في مقابلة صحفية إن من أسباب قبوله التوقيع على الاتفاق السياسي “عدم ضياع مكتسبات العامين الماضيين”، بالإضافة إلى تحديد “تاريخ واضح للانتخابات”.
لكن ثابر في حديثه يتهم حمدوك بأنه الآن “جزء من المؤسسة العسكرية” وسيحاول إنشاء حكومة في وقت يطالب السودانيون بـ”القصاص للشهداء” الذين سقطوا بنيران القوات الأمنية.
ويتهم المتظاهرون في الشارع حمدوك “بالخيانة” ويعتزمون كما هي الحال منذ 2019 مواصلة الضغط على السلطات العسكرية -المدنية الجديدة، التي عُدلت تركيبتها لاستبعاد أنصار الحكم المدني البحت واستمرار الانقلاب.
لكن البرهان يرى أن ما قام به ليس “انقلابا” وأن ” الطريق واضح الآن” للانتقال إلى حكومة مدنية بعد الانتخابات الموعودة.
ويقول ثابر: إن أغلب وزراء الحكومة الحالية قدموا استقالتهم بعد أن اتخذ حمدوك خطوات لم يكن مخولا باتخاذها، بحسب تعبيره.
ودعا بيان للحزب الشيوعي، السودانيين إلى المشاركة بشكل مكثف فيما وصفها بـ”مليونية الخميس”رفضاً للانقلاب العسكري، ومن أجل الحكم المدني الديمقراطي.
ويدعو الحزب إلى مواصلة أشكال “المقاومة” (مواكب، مليونيات، اعتصامات، وقفات احتجاجية… الخ) حتى إسقاط ما وصفه البيان بـ”الحكم العسكري”.
ويرى الناشط السوداني، أن حمدوك عاد لكن بدون “أرضيات توافق عليها القوى السياسية والشارع السوداني”.
ويدعو نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي إلى تنظيم “يوم الشهداء” الخميس عبر النزول إلى الشارع على الرغم من القمع الذي خلف 42 قتيلا ومئات الجرحى منذ 25 أكتوبر وحتى الآن، حسب إحصاءات لجنة أطباء السودان المركزية المناهضة للانقلاب.
وبرر البرهان، في حوراه مع “فايننشال تايمز” قراره الذي يصفه السودانيون بـ”الانقلاب” بأنه يأتي بعد تخوفه من دخول البلاد في ” المجهول” في إشارة إلى الأزمة الاقتصادية والسياسية في السودان.
ويراقب المجتمع الدولي كيف ستتصرف القوات الأمنية السودانية مع احتجاجات الخميس، وكتب ممثل الأمم المتحدة الخاص إلى السودان فولكر بيرثس على حسابه الرسمي على موقع تويتر باللغة العربية، الأربعاء “تمثّل مسيرات اليوم (الخميس) في السودان اختبارا آخر لمصداقية اتفاق 21 نوفمبر “.
وكان الاتفاق الأول المبرم بين المدنيين والعسكريين عقب الإطاحة بالرئيس عمر البشير، ينصّ على إجراء انتخابات عامة في نهاية المرحلة الانتقالية لتسليم السلطة خالصة للمدنيين، لكن البرهان قاد انقلابًا في 25 أكتوبر خلال مرحلة انتقال هشّة في السودان. واعتقل معظم المدنيّين في السلطة وأنهى الاتّحاد الذي شكّله المدنيّون والعسكريّون وأعلن حال الطوارئ.
المصدر: الحرة