بقلم: سلطان حميد الجسمي – صحيفة “الخليج”
الشرق اليوم – تعد دول منطقة الشرق الأوسط من الدول الغنية بمواردها الطبيعية سواء النفط أو الغاز الطبيعي، ودول قليلة في هذه المنطقة استوعبت أن عليها تحقيق الاستدامة في الأمن الاقتصادي والانطلاق لمرحلة ما بعد آخر برميل نفط، وأن الأمن الاقتصادي المستدام لا يمكن بناؤه بالاعتماد على النفط بشكل رئيسي بل بالتنوع الاقتصادي، وأن استقطاب المؤتمرات والأحداث العالمية على أراضيها يعد من الخطوات الناجحة لتحقيق الأهداف الاقتصادية والسياحية، وتمنح الدول مراكز متقدمة في المؤشرات العالمية في عدة مجالات، منها جودة الحياة والطرق والمواصلات والخدمات العامة وغير ذلك من مؤشرات تجعل الدول أكثر انفتاحاً ونمواً.
وقد استوعبت دولة الإمارات ذلك تماماً، واستطاعت منذ خمسين عاماً أن تستقطب أهم الأحداث العالمية على أرضها، فكان القائد المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، يؤمن بأهمية التعاون بين الأمم، وقال المغفور له في هذا الخصوص: «إن التعاون بين البشر على الرغم من اختلاف الأديان والعقائد هو أساس السعادة»، وبفضل حكمته ورؤيته تحظى دولة الإمارات بتقدير عالمي يجعلها حاضنة لأهم الأحداث.
إن «COP 28» هو «المؤتمر الثامن والعشرون للأطراف في الاتفاقية الإطارية بشأن التغير المناخي»، ويعتبر هذا المؤتمر حدثاً مهماً عالمياً، ويشارك فيه زعماء دول العالم وعلماء ومختصون في شؤون تغير المناخ، منذ تبنيه في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية عام 1992. وتم الاتفاق مع الأمم المتحدة بشأن التغير المناخي بأن المؤتمر يهدف لضمان موافقة جميع الدول المشاركة على الحد من الانبعاثات حتى عام 2050 لمنع ارتفاع حرارة الكوكب.
وقد تم اختيار دولة الإمارات لاستضافة مؤتمر «COP 28» في عام 2023 خلال مؤتمر الأمم المتحدة الأخير الذي اختتم في جلاسكو، وهذا التقدير العالمي لدولة الإمارات أتى بعد مسيرة سنوات من الطموح والحضور العالمي، وأيضاً بإشادات دولية على التزام دولة الإمارات بحماية البيئة ودعمها الحثيث في مجالات الطاقة النظيفة والمتجددة وخفض الانبعاثات وإيجاد حلول للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري.
وبمناسبة هذا الإنجاز التاريخي لدولة الإمارات قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله: «نبارك لدولة الإمارات فوزها باستضافة أهم مؤتمر عالمي للمناخ COP28 في عام 2023.. اختيار مستحق لدولتنا.. وسنضع كل إمكانياتنا لإنجاح المؤتمر.. وستبقى دولة الإمارات ملتزمة تجاه العمل المناخي العالمي لحماية كوكب الأرض»، وقد كرست دولة الإمارات جهودها خلال الأعوام السابقة في دعم ومعالجة الأزمات المناخية، وبذلت كل الجهود لإيجاد حلول لمواجهة التحديات المناخية في العالم، وقد تبنت استراتيجيات عدة أهمها أجندة الإمارات الخضراء والخطة الوطنية للتغير المناخي والسياسات الأخرى لخفض الانبعاثات ودعم ملف الاحتباس الحراري حول العالم وغير ذلك من جهود جبارة وتبرع سخي تقدمه دولة الإمارات لأجل مكافحة التغير المناخي حول العالم.
إن هذا الإنجاز هو نموذج من إنجازات الاتحاد، إنجاز ساطع من إنجازات الخمسين عاماً على قيام وحدة الإمارات والتي من خلالها يعيش الشعب الإماراتي والمقيمون سعداء على هذه الأرض الطيبة، وإن القيادة الرشيدة لدولة الإمارات حريصة على بناء جسور التعاون التي تهدف إلى خدمة البشرية. وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة: «يسعد دولة الإمارات استضافة مؤتمر المناخ «COP28» في عام 2023.. تنسيق الجهود في العمل المناخي بين دول العالم، فرصة لتعزيز حماية البيئة وتحقيق النمو الاقتصادي المستدام، ونرحب بالتعاون مع المجتمع الدولي لضمان ازدهار البشرية» وسوف يكون العالم بأسره على موعد مع هذا الحدث العالمي الآخر في دولة الإمارات.