الرئيسية / مقالات رأي / ليبيا.. فرصة أخيرة

ليبيا.. فرصة أخيرة

افتتاحية صحيفة “الخليج”

الشرق اليوم – مؤتمر دعم استقرار ليبيا الذي عقد في باريس أمس الأول، قد يكون الفرصة الأخيرة أمام هذا البلد العربي للخروج من دوامة العنف والانقسام، والعودة إلى مسار السلام والاستقرار، واستعادة سيادته، وتوحيد أراضيه ومؤسساته، من خلال الانتخابات المقررة في الرابع والعشرين من الشهر المقبل.

هذا ليس المؤتمر الأول بهذا الخصوص، فقد سبقته على مدى السنوات القليلة الماضية مؤتمرات عدة تنقلت بين المغرب والجزائر وتونس والقاهرة وجنيف وبرلين وطرابلس، إضافة إلى اجتماعات متعددة لمجلس الأمن، تمحورت حول سبل استعادة الأمن والسلام، وصدرت مقررات تتضمن خارطة طريق للتسوية السياسية، وتؤيد إجراء الانتخابات في موعدها، وتطالب بانسحاب كل القوات الأجنبية والمرتزقة، وحل الميليشيات المحلية، وإجراء مصالحة وطنية وتوحيد القوات الأمنية.

لكن القليل من هذه القرارات تم تنفيذها، والكثير لم ينفذ، لأن بعض الدول ترى أن وجودها في ليبيا، أكان مباشراً أو غير مباشر، هو جزء من سعيها لتوسيع مناطق نفوذها، وبالتالي الحصول على حصتها في التسوية، نظراً لأهمية الموقع الجغرافي الليبي، والثروات النفطية الليبية، ثم لأن القرارات لم تترافق مع ضغوط فعلية تجبر الأطراف المعنية الخارجية والداخلية على الامتثال للقرارات، وفي هذه الحال ظلت القرارات مجرد حبر على ورق، في حين أن استحقاق الانتخاب بات على الأبواب، ولا يمكن أن يجري في موعده المفترض والبلاد تعج بالقوات الأجنبية والمرتزقة والميليشيات المتفلتة، والصراعات السياسية المحتدمة بين الأحزاب والقوى السياسية، وبين الحكومة والمجلس الرئاسي.

فكيف يمكن أن تُجرى انتخابات نزيهة وشفافة، وتؤدي إلى حل سياسي في مثل هذه الأجواء الملبدة، وفي ظروف انعدام السيادة، والانقسام الأمني، وعدم تحقيق مصالحة وطنية حقيقية؟

صحيح أن اللجنة العسكرية الليبية (5+5) تمكنت من تحقيق بعض النجاحات، مثل وقف إطلاق النار، لكنها لم تتمكن من توحيد القوات المسلحة ولا إخراج القوات الأجنبية والمرتزقة. وصحيح أنها نجحت عشية مؤتمر باريس في بدء إخراج نحو 300 مرتزق من شرق ليبيا، إلا أن ذلك لا يكفي، ولا يوفر ضماناً لإجراء الانتخابات.

وجاء مؤتمر باريس ليخرج بقرارات تعتبر نسخة طبق الأصل عن المقررات السابقة، لكن الجديد فيها أنها هددت بفرض عقوبات دولية على من يعرقل الانتخابات والانتقال السياسي.

المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أعربت عن قلقها من نتائج المؤتمر، خصوصاً أن بلادها استضافت مؤتمرين مماثلين بشأن ليبيا اتخذا قرارات مماثلة لم تنفذ، وقالت إن من المهم تطبيق خطة انسحاب المرتزقة والقوات الأجنبية.

من المقرر أن تُجرى الانتخابات بعد شهر وعشرة أيام، فهل هذه المدة كافية لاستعادة السيادة الوطنية، ووحدة الأراضي الليبية والانسحاب النهائي للقوات الأجنبية والمرتزقة، وفقاً لقرارات مؤتمر باريس؟

شاهد أيضاً

مع ترمب… هل العالم أكثر استقراراً؟

العربية- محمد الرميحي الشرق اليوم– الكثير من التحليل السياسي يرى أن السيد دونالد ترمب قد …